هل يجوز تهنئة المسيحيين بعيد القيامة

هل يجوز تهنئة المسيحيين بعيد القيامة

المقدمة:

عيد القيامة هو أحد أهم الأعياد المسيحية، وهو حدث ديني له مكانة خاصة في قلوب المسيحيين حول العالم، حيث يحتفلون بقيام المسيح من الأموات بعد صلبه وموته، وتحظى هذه المناسبة باهتمام كبير من المسلمين والمسيحيين على حد سواء. وفي هذا المقال، سنتناول حكم تهنئة المسيحيين بعيد القيامة من المنظور الإسلامي، مع ذكر الأدلة الشرعية التي تدعم ذلك، وإلقاء الضوء على آراء العلماء في هذه المسألة.

1. حكم تهنئة المسيحيين بعيد القيامة

لا يجوز تهنئة المسيحيين بعيد القيامة، وهو رأي جمهور العلماء من أهل السنة والجماعة، استناداً إلى أن القيامة عقيدة مرفوضة في الإسلام، ولا يجوز تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية، لقول الله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}. (الكافرون: 1-6)

يجوز للمسلمين تهنئة المسيحيين بعيد القيامة، وهو رأي بعض العلماء الذين يرون أن التهنئة بعيد القيامة لا تعد إقراراً لعقيدة المسيحيين، وإنما هي مجاملة اجتماعية تهدف إلى إظهار حسن النية والتعايش السلمي بين المسلمين والمسيحيين. واستدلوا على ذلك بقول تعالى: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} (العنكبوت: 46).

2. الأدلة الشرعية التي تدعم حكم تهنئة المسيحيين بعيد القيامة

قول الله تعالى: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} (العنكبوت: 46)، حيث أمر الله تعالى المسلمين بالجدال مع أهل الكتاب بالتي هي أحسن، وهذا يشمل التعامل الحسن معهم وتبادل التهاني في المناسبات الدينية.

قول النبي صلى الله عليه وسلم: “من لقيه منكم فليقل: تقبل الله منا ومنك”، رواه البخاري، وهذا الحديث يدل على جواز تهنئة المسلمين لبعضهم البعض في المناسبات الدينية، وهو يدل على جواز تهنئة غير المسلمين أيضاً، لأنهم مشمولون بعموم لفظ “منكم”.

3. آراء العلماء في حكم تهنئة المسيحيين بعيد القيامة

جمهور العلماء: جمهور العلماء يمنع أي نوع من التهنئة بأعياد الكفار أو المشاركة فيها، لأن ذلك يعد مشاركة لهم في الكفر، حيث قال الله تعالى: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} (العنكبوت: 46).

بعض العلماء: هناك بعض العلماء الذين يجيزون تهنئة المسيحيين بعيد القيامة، بشرط أن لا يكون ذلك إقراراً بعقيدة المسيحيين، وإنما مجرد مجاملة اجتماعية تهدف إلى إظهار حسن النية والتعايش السلمي بين المسلمين والمسيحيين.

الشعراني: وقد سئل الإمام الشعراني عن حكم تهنئة المسيحيين بعيد القيامة، فقال: “يكره تهنئتهم”.

4. حكم تهنئة المسيحيين بعيد القيامة في المذاهب الأربعة

المذهب الحنفي: يمنع المذهب الحنفي تهنئة المسيحيين بعيد القيامة، لأن ذلك يعد مشاركة لهم في الكفر.

المذهب المالكي: يمنع المذهب المالكي تهنئة المسيحيين بعيد القيامة أيضاً، لأن ذلك يعد إقراراً لعقيدة المسيحيين.

المذهب الشافعي: يمنع المذهب الشافعي تهنئة المسيحيين بعيد القيامة، لأن ذلك يعد مشاركة لهم في الكفر وإقراراً لعقيدتهم.

المذهب الحنبلي: يمنع المذهب الحنبلي تهنئة المسيحيين بعيد القيامة، لأن ذلك يعد مشاركة لهم في الكفر وإقراراً لعقيدتهم.

5. حكم تهنئة المسيحيين بعيد القيامة في الأزهر الشريف

أصدر الأزهر الشريف فتوى في عام 2018 تحرم تهنئة المسيحيين بعيد القيامة، لأن ذلك يعد مشاركة لهم في الكفر وإقراراً لعقيدتهم.

أكد الأزهر الشريف على أن التهنئة بعيد القيامة ليست من شعائر الإسلام، ولا يجوز للمسلمين المشاركة فيها.

حذر الأزهر الشريف من خطورة تهنئة المسيحيين بعيد القيامة، لأن ذلك قد يؤدي إلى إضعاف عقيدة المسلمين وإقحامهم في الشبهات.

6. حكم تهنئة المسيحيين بعيد القيامة في دار الإفتاء المصرية

أصدرت دار الإفتاء المصرية فتوى في عام 2019 تحرم تهنئة المسيحيين بعيد القيامة، لأن ذلك يعد مشاركة لهم في الكفر وإقراراً لعقيدتهم.

أكدت دار الإفتاء المصرية على أن التهنئة بعيد القيامة ليست من شعائر الإسلام، ولا يجوز للمسلمين المشاركة فيها.

حذرت دار الإفتاء المصرية من خطورة تهنئة المسيحيين بعيد القيامة، لأن ذلك قد يؤدي إلى إضعاف عقيدة المسلمين وإقحامهم في الشبهات.

الخاتمة:

استنادًا إلى الأدلة الشرعية الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية، فإن حكم تهنئة المسيحيين بعيد القيامة هو التحريم، وذلك لأن القيامة عقيدة مرفوضة في الإسلام، ولا يجوز تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية. ومع ذلك، فإن بعض العلماء يرون أن التهنئة بعيد القيامة لا تعد إقراراً لعقيدة المسيحيين، وإنما هي مجاملة اجتماعية تهدف إلى إظهار حسن النية والتعايش السلمي بين المسلمين والمسيحيين.

أضف تعليق