الصيام عبادة عظيمة فرضها الله -تعالى- على المسلمين، وهو ركن من أركان الإسلام الخمسة، وفيه امتثال لأمر الله -عز وجل-، وتقرب إليه بالطاعة، وتطهير للنفس من الذنوب والآثام، وتربية للروح على الصبر والتقوى، وقد شرع الله -عز وجل- الصيام في شهر رمضان المبارك، وهو أحد الأشهر الأربعة الحرم التي ورد فيها قوله -تعالى-: «إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ»، وقد ورد في فضل الصيام أحاديث كثيرة، منها ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «الصيام جنة من النار»، ومنها ما رواه مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدم من ذنبه».
هل يجوز الجمع بين نيتين في الصيام؟
اختلف الفقهاء في جواز جمع نيتين في الصيام، فذهب جمهور الفقهاء إلى أنه لا يجوز الجمع بين نيتين في الصيام، واستدلوا على ذلك بما يلي:
– أن الصيام عبادة محددة لها أركان وشروط معينة، ولا يجوز إدخال نية أخرى فيها إلا إذا كانت من جنسها.
– أن الجمع بين نيتين في الصيام قد يؤدي إلى الاشتباه والاختلاف في تحديد موعد الإفطار.
– أن الجمع بين نيتين في الصيام قد يؤدي إلى الإخلال بأحد النيتين، أو إبطال الأخرى.
أدلة من السنة النبوية على عدم جواز الجمع بين نيتين في الصيام
وردت في السنة النبوية أحاديث كثيرة تدل على عدم جواز الجمع بين نيتين في الصيام، منها ما رواه مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم، ولا تصوموا يوم الأحد إلا فيما افترض عليكم»، ومنها ما رواه البخاري عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: «كان النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يصوم يوم السبت إلا فيما افترض عليه»، ومنها ما رواه أحمد عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تصوموا يوم الأحد إلا فيما افترض عليكم».
أدلة من أقوال الصحابة والتابعين على عدم جواز الجمع بين نيتين في الصيام
أجمع الصحابة والتابعون على عدم جواز الجمع بين نيتين في الصيام، ولم يرد عن أحد منهم خلاف ذلك، فقد روى البخاري عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أنه قال: «كان النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يصوم يوم السبت إلا فيما افترض عليه»، وروى مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: «كان النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يصوم يوم الأحد إلا فيما افترض عليه»، وروى أحمد عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تصوموا يوم الأحد إلا فيما افترض عليكم».
أقوال الفقهاء في جواز الجمع بين نيتين في الصيام
ذهب جمهور الفقهاء إلى أنه لا يجوز الجمع بين نيتين في الصيام، ومنهم أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد، واستدلوا على ذلك بالأدلة التي ذكرناها سابقًا، وذهب بعض الفقهاء إلى جواز الجمع بين نيتين في الصيام، ومنهم الحسن البصري وإسحاق بن راهويه وابن حزم، واستدلوا على ذلك بأن الصيام عبادة مباحة، ولا حرج في الجمع بين نيتين فيها، وأن الجمع بين نيتين في الصيام لا يؤدي إلى الاشتباه والاختلاف في تحديد موعد الإفطار، ولا يؤدي إلى الإخلال بأحد النيتين أو إبطال الأخرى.
الحكمة من عدم جواز الجمع بين نيتين في الصيام
الحكمة من عدم جواز الجمع بين نيتين في الصيام هي أن الصيام عبادة محددة لها أركان وشروط معينة، ولا يجوز إدخال نية أخرى فيها إلا إذا كانت من جنسها، وأن الجمع بين نيتين في الصيام قد يؤدي إلى الاشتباه والاختلاف في تحديد موعد الإفطار، وقد يؤدي إلى الإخلال بأحد النيتين أو إبطال الأخرى، وأن الجمع بين نيتين في الصيام قد يؤدي إلى الرياء والسمعة، وأن الصيام عبادة بدنية وعبادة روحية، والجمع بين نيتين في الصيام قد يؤدي إلى إهمال أحد الجانبين على حساب الجانب الآخر.
الخاتمة
يجمع جمهور الفقهاء على أنه لا يجوز الجمع بين نيتين في الصيام، واستدلوا على ذلك بالأدلة من السنة النبوية وأقوال الصحابة والتابعين، وذهب بعض الفقهاء إلى جواز الجمع بين نيتين في الصيام، واستدلوا على ذلك بأن الصيام عبادة مباحة، ولا حرج في الجمع بين نيتين فيها، وأن الجمع بين نيتين في الصيام لا يؤدي إلى الاشتباه والاختلاف في تحديد موعد الإفطار، ولا يؤدي إلى الإخلال بأحد النيتين أو إبطال الأخرى. والحكمة من عدم جواز الجمع بين نيتين في الصيام هي أن الصيام عبادة محددة لها أركان وشروط معينة، ولا يجوز إدخال نية أخرى فيها إلا إذا كانت من جنسها، وأن الجمع بين نيتين في الصيام قد يؤدي إلى الاشتباه والاختلاف في تحديد موعد الإفطار، وقد يؤدي إلى الإخلال بأحد النيتين أو إبطال الأخرى، وأن الجمع بين نيتين في الصيام قد يؤدي إلى الرياء والسمعة، وأن الصيام عبادة بدنية وعبادة روحية، والجمع بين نيتين في الصيام قد يؤدي إلى إهمال أحد الجانبين على حساب الجانب الآخر.