هل يجوز خصم الدين من الزكاة

هل يجوز خصم الدين من الزكاة

هل يجوز خصم الدين من الزكاة

المقدمة:

الزكاة هي أحد أركان الإسلام الخمسة، وهي مال مفروض على المسلم يؤخذ من أمواله ليبذل للمستحقين من الفقراء والمساكين. ويشترط لصحة الزكاة أن يكون المال مملوكًا للمسلم ملكية تامة، وأن يكون زائدًا عن الحاجات الأصلية، وأن يكون قد حال عليه الحول. فهل يجوز للمسلم خصم ديونه من أمواله قبل إخراج الزكاة؟ هذا ما سنتناوله في هذا المقال.

هل يشترط إخراج الزكاة بعد سداد الدين؟

اختلف الفقهاء في حكم خصم الدين من الزكاة على ثلاثة أقوال:

1- القول الأول: لا يجوز خصم الدين من مال الزكاة، حتى لو كان دينا واجبًا مستحقًا حالًا، بل يجب إخراج الزكاة من كامل أموال المسلم، سواء كان مدينًا أو غير مدين. وهذا القول هو مذهب جمهور الفقهاء، من الحنفية والشافعية والحنابلة.

2- القول الثاني: يجوز خصم الدين من أموال الزكاة، إذا كان دينًا واجبًا مستحقًا حالًا. وهذا القول هو مذهب الإمام مالك.

3- القول الثالث: يجوز خصم الدين من أموال الزكاة، سواء كان دينًا واجبًا مستحقًا حالًا أو غير واجب. وهذا القول روي عن بعض الصحابة والتابعين.

أدلة القائلين بجواز خصم الدين من الزكاة:

1- قال الله تعالى: {خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها}. ولم يذكر الله تعالى في هذه الآية شرطًا لوجوب الزكاة، سوى أن تكون الأموال مملوكة للمسلم ملكية تامة.

2- روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “لا زكاة في مال حتى يبلغ نصابًا”. ولم يشترط النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن يكون المال خاليًا من الديون.

3- الدين مال واجب أداء، وهو حق للمدين على الدائن. فإذا لم يخصم الدين من أموال الزكاة، فإن هذا يعني أن المدين سيضطر إلى إخراج الزكاة من ماله الخاص، مما يزيد من عبئه المالي ويصعب عليه سداد ديونه.

أدلة القائلين بعدم جواز خصم الدين من الزكاة:

1- قال الله تعالى: {وإن كنتم مدينين إلى أجل مسمى فأجروا}. وهذه الآية تدل على وجوب أداء الدين عند استحقاقه. فإذا خصم الدين من أموال الزكاة، فهذا يعني أن المسلم سيؤخر أداء دينه، مما قد يترتب عليه ضرر للدائن.

2- روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “أدوا الزكاة من أموالكم طيبة بها أنفسكم”. وهذا الحديث يدل على أن الزكاة حق واجب لله تعالى، وليس مجرد صدقة يتصرف فيها المسلم كما يشاء. فإذا خصم الدين من أموال الزكاة، فهذا يعني أن المسلم يتصرف في حق الله تعالى تصرفًا غير مشروع.

3- الزكاة عبادة مالية، وهي أحد أركان الإسلام الخمسة. فإذا خصم الدين من أموال الزكاة، فهذا يعني أن المسلم ينقص من مبلغ الزكاة الواجب عليه، مما يخل بصحة العبادة.

الخلاصة:

لا يجوز خصم الدين من أموال الزكاة، سواء كان دينًا واجبًا مستحقًا حالًا أو غير واجب. لأن الزكاة عبادة مالية، وهي أحد أركان الإسلام الخمسة. فإذا خصم الدين من أموال الزكاة، فهذا يعني أن المسلم ينقص من مبلغ الزكاة الواجب عليه، مما يخل بصحة العبادة.

أضف تعليق