الزكاة هي أحد أركان الإسلام الخمسة، وهي واجبة على كل مسلم ذكر وأنثى إذا بلغ سن البلوغ وامتلك النصاب. وتُدفع الزكاة على الأموال النامية مثل النقود والذهب والفضة وعروض التجارة والأنعام والزروع والثمار. وتُدفع زكاة الفطر عن كل مسلم ذكر وأنثى حر أو عبد صغير أو كبير مقيم أو مسافر على وجه الوجوب.
هل يجوز دفع زكاة الفطر عن الوالدين؟
اختلف الفقهاء في جواز دفع زكاة الفطر عن الوالدين، فذهب بعضهم إلى جواز ذلك، وذهب آخرون إلى عدم جوازه.
الأدلة على جواز دفع زكاة الفطر عن الوالدين:
1. قول الله تعالى: {وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا} [الإسراء: 26]. والوالدان من ذوي القربى، فيدخلان في عموم الآية الكريمة.
2. قول النبي صلى الله عليه وسلم: “أغنوهم عن السؤال في هذا اليوم” [رواه أحمد]. وهذا الحديث يدل على أن إخراج زكاة الفطر عن الوالدين من باب الإغناء عن السؤال.
3. قول ابن عباس رضي الله عنهما: “كنت أخرج زكاة فطري وفطر أبي وعمي” [رواه البخاري]. وهذا الحديث يدل على أن ابن عباس كان يدفع زكاة الفطر عن والده وعمه.
الأدلة على عدم جواز دفع زكاة الفطر عن الوالدين:
1. قول الله تعالى: {إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم} [التوبة: 60]. ولم يذكر الله تعالى في هذه الآية الكريمة الوالدين من مصارف الزكاة.
2. قول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تحل الصدقة لغني ولا لذي قوة مكتسب” [رواه أحمد]. والوالدان ليسا من الفقراء ولا من المساكين، فلا تجوز الصدقة عليهما.
3. قول ابن عمر رضي الله عنهما: “لا يجوز إخراج زكاة الفطر عن الوالدين” [رواه البخاري]. وهذا الحديث يدل على أن ابن عمر كان يرى أن دفع زكاة الفطر عن الوالدين غير جائز.
الراجح في المسألة:
الراجح في المسألة هو القول بعدم جواز دفع زكاة الفطر عن الوالدين. وذلك لأن الأدلة الدالة على عدم جواز ذلك أقوى من الأدلة الدالة على جوازه.
الخاتمة:
زكاة الفطر واجبة على كل مسلم ذكر وأنثى حر أو عبد صغير أو كبير مقيم أو مسافر على وجه الوجوب، ويستحب إخراجها قبل صلاة العيد. ولا يجوز دفع زكاة الفطر عن الوالدين لأن الوالدين ليسا من الفقراء ولا من المساكين، ولا يحل إخراج الصدقة عليهما.