هل يجوز دفع كفارة الصيام نقدا عند المال

هل يجوز دفع كفارة الصيام نقدا عند المال

هل يجوز دفع كفارة الصيام نقدًا عند المالك؟

مقدمة

كفارة الصيام هي دفع فدية أو تعويض عن ترك الصيام في رمضان بسبب عذر شرعي. وتُدفع الكفارة بإطعام 60 مسكينًا أو صيام 60 يومًا متتاليًا. وقد اختلف الفقهاء في جواز دفع الكفارة نقدًا عند المالك، فمنهم من أجاز ذلك ومنهم من منعه. وفي هذا المقال، سنسلط الضوء على حكم دفع كفارة الصيام نقدًا عند المالك، وبيان الأدلة والأقوال المختلفة في هذا الشأن.

أقوال الفقهاء في جواز دفع كفارة الصيام نقدًا عند المالك

اختلف الفقهاء في جواز دفع كفارة الصيام نقدًا عند المالك، فذهب بعضهم إلى جواز ذلك، بينما ذهب آخرون إلى منعه. وفيما يلي بيان لأقوال الفقهاء في هذا الشأن:

1. القول الأول: جواز دفع كفارة الصيام نقدًا عند المالك

ذهب بعض الفقهاء إلى جواز دفع كفارة الصيام نقدًا عند المالك، مستندين في ذلك إلى عدة أدلة، منها:

أن دفع الكفارة مال، والأموال متساوية في القيمة، فلا فرق بين دفعها عينًا أو نقدًا.

أن دفع الكفارة نقدًا قد يكون أيسر على المكلف من دفعها عينًا، خاصة في حال عدم وجود طعام يكفي لإطعام 60 مسكينًا.

أن دفع الكفارة نقدًا قد يكون أكثر نفعًا للمساكين، حيث يمكنهم شراء ما يحتاجون إليه من طعام أو غيره.

2. القول الثاني: منع دفع كفارة الصيام نقدًا عند المالك

ذهب بعض الفقهاء الآخرين إلى منع دفع كفارة الصيام نقدًا عند المالك، مستندين في ذلك إلى عدة أدلة، منها:

أن نصوص الشرع قد نصت على دفع الكفارة بإطعام 60 مسكينًا أو صيام 60 يومًا متتاليًا، ولم تذكر دفعها نقدًا.

أن دفع الكفارة نقدًا قد يؤدي إلى تضييع حق المساكين، حيث قد لا يصرف المالك النقود في إطعامهم.

أن دفع الكفارة نقدًا قد يؤدي إلى الإسراف والتبذير، حيث قد يشتري المساكين بها أشياء غير ضرورية.

3. القول الثالث: التفصيل في جواز دفع كفارة الصيام نقدًا عند المالك

ذهب بعض الفقهاء إلى التفصيل في جواز دفع كفارة الصيام نقدًا عند المالك، حيث أجازوا ذلك في بعض الحالات ومنعوه في حالات أخرى. وفيما يلي بيان الحالات التي أجازوا فيها دفع الكفارة نقدًا:

إذا كان المكلف فقيرًا ولا يملك ما يكفي لإطعام 60 مسكينًا.

إذا كان المكلف مريضًا أو مسافرًا ولا يستطيع صيام 60 يومًا متتاليًا.

إذا كان المكلف في بلد لا يوجد فيه مساكين يمكن إطعامهم.

وفيما يلي بيان الحالات التي منعوا فيها دفع الكفارة نقدًا:

إذا كان المكلف قادرًا على إطعام 60 مسكينًا أو صيام 60 يومًا متتاليًا.

إذا كان المكلف في بلد يوجد فيه مساكين يمكن إطعامهم.

إذا كان المكلف يريد دفع الكفارة نقدًا دون عذر شرعي.

4. القول الرابع: دفع كفارة الصيام صدقة جارية

ذهب بعض الفقهاء إلى أن دفع كفارة الصيام صدقة جارية، فلا يجوز دفعها نقدًا عند المالك، بل يجب صرفها في وجوه الخير الأخرى، مثل بناء المساجد أو المدارس أو المستشفيات أو غيرها من المشاريع الخيرية.

5. القول الخامس: دفع كفارة الصيام فداء

ذهب بعض الفقهاء إلى أن دفع كفارة الصيام فداء، فلا يجوز دفعها نقدًا عند المالك، بل يجب دفعها عينًا، أي إطعام 60 مسكينًا أو صيام 60 يومًا متتاليًا.

6. القول السادس: دفع كفارة الصيام كفارة يمين

ذهب بعض الفقهاء إلى أن دفع كفارة الصيام كفارة يمين، فلا يجوز دفعها نقدًا عند المالك، بل يجب دفعها عينًا، أي إطعام 60 مسكينًا أو صيام 60 يومًا متتاليًا.

7. القول السابع: دفع كفارة الصيام عقوبة

ذهب بعض الفقهاء إلى أن دفع كفارة الصيام عقوبة، فلا يجوز دفعها نقدًا عند المالك، بل يجب دفعها عينًا، أي إطعام 60 مسكينًا أو صيام 60 يومًا متتاليًا.

خاتمة

اتفق الفقهاء على وجوب دفع كفارة الصيام، إلا أنهم اختلفوا في جواز دفعها نقدًا عند المالك. وقد ذكرنا في هذا المقال أقوال الفقهاء المختلفة في هذا الشأن، مع بيان الأدلة التي استندوا إليها. والراجح من هذه الأقوال هو جواز دفع كفارة الصيام نقدًا عند المالك في حالات الضرورة والحاجة، مثل الفقر والمرض والسفر وعدم وجود مساكين يمكن إطعامهم. أما في حال عدم وجود عذر شرعي، فيجب دفع الكفارة عينًا، أي إطعام 60 مسكينًا أو صيام 60 يومًا متتاليًا.

أضف تعليق