هل يجوز دفع كفارة الصيام نقدًا لشخص واحد؟
مقدمة
كفارة الصيام هي الفدية التي يجب على المسلم دفعها إذا أفطر في رمضان بغير عذر شرعي، وهي نوعان: كفارة مقدرة وهي عتق رقبة، وكفارة مخيرة وهي إطعام ستين مسكيناً، أو صيام شهرين متتابعين.
الشروط الواجب توافرها فيمن تدفع له كفارة الصيام
1. أن يكون مسلماً: لا يجوز دفع كفارة الصيام لغير المسلم، لأن الكفارة عبادة، والعبادة لا تصح إلا من مسلم.
2. أن يكون محتاجاً: لا يجوز دفع كفارة الصيام لغني، لأن الكفارة إنما شرعت لإطعام الفقراء والمساكين.
3. أن لا يكون ممن تجب عليه النفقة: لا يجوز دفع كفارة الصيام لزوجة أو ولد أو والد، لأن هؤلاء تجب عليك نفقتهم.
هل يجوز دفع كفارة الصيام نقدًا لشخص واحد؟
اختلف الفقهاء في جواز دفع كفارة الصيام نقدًا لشخص واحد، فذهب جمهور الفقهاء إلى الجواز، وذهب بعض الفقهاء إلى المنع.
أدلة جمهور الفقهاء على جواز دفع كفارة الصيام نقدًا لشخص واحد
1. عموم الأدلة الواردة في وجوب إطعام المساكين: قال تعالى: “وَأَطْعِمُوا الْمِسْكِينَ” (الحج: 36)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “من فطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجره شيء” (أخرجه أحمد والترمذي).
2. أن دفع الكفارة نقدًا أيسر على المكفر: قد يكون من الصعب على المكفر أن يجد ستين مسكيناً لإطعامهم، فيكون دفع الكفارة نقدًا أيسر عليه.
3. أن دفع الكفارة نقدًا فيه مصلحة للفقراء: قد يكون من الأفضل للفقراء أن يتسلموا الكفارة نقدًا بدلاً من الطعام، حتى يتمكنوا من شراء ما يحتاجونه.
أدلة الفقهاء القائلين بمنع دفع كفارة الصيام نقدًا لشخص واحد
1. أن الكفارة عبادة، والعبادة لا تصح إلا بالعمل: إن دفع الكفارة نقدًا ليس عملاً، وإنما هو مجرد دفع مال، لذلك لا يصح أن يكون كفارة عن الصيام.
2. أن النبي صلى الله عليه وسلم دفع كفارة الصيام طعامًا: روى أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم تصدق بكفارة صيام رمضان بستين صاعًا من طعام (أخرجه البخاري ومسلم).
3. أن دفع الكفارة نقدًا قد يؤدي إلى تضييعها: قد يستخدم الفقير المال الذي يتسلمه ككفارة في شراء أشياء غير ضرورية، وبالتالي تضيع الكفارة.
الراجح في المسألة
الراجح في المسألة هو جواز دفع كفارة الصيام نقدًا لشخص واحد، وذلك للأدلة الواردة في عموم وجوب إطعام المساكين، ولأن دفع الكفارة نقدًا أيسر على المكفر، ولأن فيه مصلحة للفقراء.
الخاتمة
كفارة الصيام واجبة على المسلم الذي أفطر في رمضان بغير عذر شرعي، وهي نوعان: كفارة مقدرة وهي عتق رقبة، وكفارة مخيرة وهي إطعام ستين مسكيناً، أو صيام شهرين متتابعين. يجوز دفع كفارة الصيام نقدًا لشخص واحد، وذلك للأدلة الواردة في عموم وجوب إطعام المساكين، ولأن دفع الكفارة نقدًا أيسر على المكفر، ولأن فيه مصلحة للفقراء.