هل يجوز دفع كفارة الصيام عن شخص آخر؟
مقدمة
الصيام عبادة عظيمة فرضها الله تعالى على عباده المسلمين ليتقوا به، ويحصدوا ثوابًا عظيمًا، ولكن ثمة أعذار شرعية تمنع المسلم من أداء الصيام، ولذلك شرع الإسلام الكفارة للتكفير عن تركه بغير عذر شرعي، وفي هذا المقال سنتناول حكم دفع كفارة الصيام عن شخص آخر.
النية:
– النية هي الأساس في كل عبادة، ومنها دفع كفارة الصيام، فيجب أن ينوي المسلم الذي يدفع الكفارة أن يتقرب بها إلى الله تعالى، وأن يكفر بها عن ذنبه في ترك الصيام.
– إذا دفع المسلم الكفارة عن شخص آخر، فيجب أن ينوي بذلك التكفير عن ذنوب ذلك الشخص، وأن يبرئ ذمته.
أحكام دفع كفارة الصيام عن شخص آخر:
– يجوز دفع كفارة الصيام عن شخص آخر، سواء كان ذكرًا أو أنثى، صغيرًا أو كبيرًا، عاقلًا أو مجنونًا، مسلمًا أو غير مسلم.
– إذا دفع المسلم الكفارة عن شخص آخر، فإنها تجزئ عنه، وتكفر عنه ذنبه في ترك الصيام.
– ليس من الواجب على المسلم أن يدفع الكفارة عن شخص آخر، ولكن يجوز له ذلك تطوعًا، أو إذا كان الشخص الآخر غير قادر على دفع الكفارة بنفسه.
من تجب عليه كفارة الصيام؟:
– من أفطر متعمدًا بغير عذر شرعي.
– من أكل أو شرب ناسياً.
– من أكل أو شرب جاهلاً بحرمة الصيام.
– من جامع زوجته في نهار رمضان.
– من استقاء القيء عمدًا.
الأعذار التي تبيح الفطر في رمضان:
– المرض الذي لا يرجى برؤه.
– السفر الطويل الذي يشق معه الصيام.
– الحمل والرضاعة إذا خافت المرأة على نفسها أو على ولدها من الصيام.
– الحيض والنفاس.
– الجنون والعته والإغماء.
مقادير كفارة الصيام:
– إطعام ستين مسكينًا.
– صيام شهرين متتاليين.
– عتق رقبة مؤمنة.
– فإن لم يجد فتصدق بصدقة قدرها نصف صاع من قوت البلد لكل يوم أفطر فيه.
كيفية دفع كفارة الصيام عن شخص آخر:
– إذا أراد المسلم دفع كفارة الصيام عن شخص آخر، فعليه أن يختار أحد المقادير الثلاثة المذكورة في الفقرة السابقة، ثم يدفعها إلى الفقراء والمساكين، أو إلى المؤسسات الخيرية التي تقوم بإطعام الفقراء والمساكين.
– يجوز للمسلم أن يدفع كفارة الصيام عن شخص آخر نقدًا، على أن يقوم الشخص الآخر بشراء الطعام وإطعام الفقراء والمساكين.
– إذا دفع المسلم الكفارة نقدًا، فيجوز له أن يحسبها بالعملة المحلية للبلد الذي يعيش فيه.
ثبوت دفع الكفارة عن شخص آخر:
– يثبت دفع الكفارة عن شخص آخر بشهادة شخصين عادلين رأيا المسلم يدفع الكفارة، أو بشهادة شخص واحد مع يمين المسلم.
– إذا ادعى المسلم أنه دفع الكفارة عن شخص آخر، ولم يكن هناك شهود على ذلك، فإن يمينه تُقبل، ويُبرأ ذمته.
الخاتمة:
دفع كفارة الصيام عن شخص آخر جائز شرعًا، ويجوز للمسلم أن يدفعها تطوعًا، أو إذا كان الشخص الآخر غير قادر على دفع الكفارة بنفسه، ويشترط لجواز دفع الكفارة عن شخص آخر أن ينوي المسلم الذي يدفع الكفارة أن يتقرب بها إلى الله تعالى، وأن يكفر بها عن ذنبه في ترك الصيام، وأن ينوي بذلك التكفير عن ذنوب ذلك الشخص، وأن يبرئ ذمته.