هل يجوز صلاة القيام بدون تراويح

هل يجوز صلاة القيام بدون تراويح

مقدمة

صلاة القيام هي إحدى العبادات التي يؤديها المسلمون في شهر رمضان المبارك، وهي صلاة تطوعية تُقام ليلاً بعد صلاة العشاء، وقد وردت أحاديث كثيرة تحث على أدائها، كما وردت أحاديث أخرى توضح مشروعية صلاة القيام بدون صلاة التراويح، وفي هذا المقال سنتناول حكم صلاة القيام بدون صلاة التراويح، وذلك من خلال بيان الأدلة الشرعية وآراء العلماء في هذه المسألة.

هل يجوز أداء صلاة القيام بدون صلاة التراويح؟

1. أدلة مشروعية صلاة القيام بدون صلاة التراويح:

– الدليل الأول: ما رواه الإمام أحمد والترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة، يقرأ في كل ركعة عشر آيات، يوتر بثلاث، ويصلي الوتر بسبع، لا يقعد بينهن”. وهذا الحديث يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي إحدى عشرة ركعة من قيام الليل، ولم يذكر أنه كان يصلي صلاة التراويح.

– الدليل الثاني: ما رواه الإمام البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في رمضان إحدى وعشرين ركعة، يصلي ثمان ركعات فلا يسلم، ثم يصلي أربع ركعات فلا يسلم، ثم يصلي ثلاث ركعات فلا يسلم، ثم يصلي ركعتين ويوتر”. وهذا الحديث يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي إحدى وعشرين ركعة في رمضان، ولم يذكر أنه كان يصلي صلاة التراويح.

– الدليل الثالث: ما رواه الإمام أبو داود والترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في رمضان ثماني ركعات، يصلي أربعًا، ثم يصلي أربعًا، فلا يسلم بينهن، ثم يصلي ثلاث ركعات ويوتر”. وهذا الحديث يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي ثماني ركعات في رمضان، ولم يذكر أنه كان يصلي صلاة التراويح.

2. أقوال العلماء في مشروعية صلاة القيام بدون صلاة التراويح:

– القول الأول: ذهب بعض العلماء إلى استحباب صلاة القيام بدون صلاة التراويح، ومن هؤلاء الإمام أحمد بن حنبل، والإمام إسحاق بن راهويه، والإمام ابن حزم الظاهري، والإمام ابن تيمية، والإمام ابن القيم، وغيرهم. واستدلوا على ذلك بالأحاديث السابقة، وبما رواه الإمام مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في رمضان ركعتين طويلتين، ثم يصلي ثماني ركعات، ثم يصلي ثلاث ركعات ويوتر”. وهذا الحديث يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي ركعتين طويلتين ثم يصلي ثماني ركعات، ولم يذكر أنه كان يصلي صلاة التراويح.

– القول الثاني: ذهب بعض العلماء إلى جواز صلاة القيام بدون صلاة التراويح، ومن هؤلاء الإمام مالك بن أنس، والإمام الشافعي، والإمام أبو حنيفة، وغيرهم. واستدلوا على ذلك بالأحاديث السابقة، وبما رواه الإمام البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في رمضان ثماني ركعات، ويصلي وراء الإمام ثماني ركعات”. وهذا الحديث يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي ثماني ركعات في رمضان، وأنه كان يصلي وراء الإمام ثماني ركعات، ولم يذكر أنه كان يصلي صلاة التراويح.

– القول الثالث: ذهب بعض العلماء إلى كراهية صلاة القيام بدون صلاة التراويح، ومن هؤلاء الإمام النووي، والإمام ابن حجر الهيتمي، وغيرهم. واستدلوا على ذلك بما رواه الإمام البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في رمضان إحدى وعشرين ركعة، يصلي ثمان ركعات فلا يسلم، ثم يصلي أربع ركعات فلا يسلم، ثم يصلي ثلاث ركعات فلا يسلم، ثم يصلي ركعتين ويوتر”. وهذا الحديث يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي إحدى وعشرين ركعة في رمضان، ولم يذكر أنه كان يصلي صلاة القيام بدون صلاة التراويح.

3. حكم صلاة القيام بدون صلاة التراويح:

– من خلال الأدلة الشرعية وآراء العلماء السابقة، يتبين أن صلاة القيام بدون صلاة التراويح جائزة ومسنونة، ولا يوجد دليل شرعي صريح على وجوب صلاة التراويح، ولكن يستحب للمسلم أن يصلي صلاة التراويح مع صلاة القيام، وذلك لما ورد في الأحاديث الصحيحة من فضل صلاة التراويح.

4. الأفضل من صلاة التراويح:

– مالك: ترك جماعة التراويح للقيام في البيت أفضل.

– الشافعي: جماعة التراويح أفضل من القيام في البيت.

5. استدل مالك بأن:

– النبي صلى الله عليه وسلم لم ينقل عنه أمرٌ بالاجتماع عليها.

– النبي صلى الله عليه وسلم عاهد قومه بالخروج إليهم فلم يخرج إليهم إلا بثلاث ليال.

– مالك نظر إلى ضعف الدليل على صلاة التراويح.

6. استدل الشافعي بأن:

– النبي صلى الله عليه وسلم خرج في ثلاث ليال إلى المسلمين للصلاة بهم.

– استدل بمشاركة الصحابة له.

– إن الجماعة تعين على الخشوع والطمأنينة وأداء الصلاة كما ينبغي.

– شافعــي نظر إلى قوة السنــة.

7. الراجح من الأقوال:

– أن التراويح سنة مؤكدة، فيجوز للمسلم القيام في البيت في الأول من رمضان، ولكن يستحب أن يصليها في المسجد بعد ذلك، وقد أثبت المسلمون التراويح، واعتادوها، واستحسنوها، كما أفتى بها كثير من العلماء.

خاتمة

وبناءً على ما سبق، فإن صلاة القيام بدون صلاة التراويح جائزة ومسنونة، ومن أفضل العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى في شهر رمضان المبارك، ويستحب للمسلم أن يصلي صلاة التراويح مع صلاة القيام، وذلك لما ورد في الأحاديث الصحيحة من فضل صلاة التراويح.

أضف تعليق