هل يجوز صيام ثاني يوم العيد

هل يجوز صيام ثاني يوم العيد

هل يجوز صيام ثاني يوم العيد؟

المقدمة:

صيام العيدين من السنن المؤكدة في الإسلام، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين على صيام يومي عيد الفطر وعيد الأضحى، إلا أن هناك اختلافًا بين العلماء حول جواز صيام ثاني يوم العيد، فما هي أقوال العلماء في هذه المسألة؟ وما الأدلة التي استندوا إليها؟

أولاً: أقوال العلماء في جواز صيام ثاني يوم العيد:

اختلف العلماء في جواز صيام ثاني يوم العيد إلى ثلاثة أقوال:

القول الأول: الجواز مطلقًا، وهو قول جمهور الفقهاء من المذاهب الأربعة الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة.

القول الثاني: عدم الجواز مطلقًا، وهو قول بعض السلف الصالح، كابن عباس وابن عمر وابن الزبير رضي الله عنهم.

القول الثالث: الجواز بشرطين: الأول: ألا يكون الصيام متتابعًا مع صيام يوم العيد، والثاني: ألا يكون الصيام واجبًا، وهو قول بعض الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة.

ثانيًا: الأدلة على جواز صيام ثاني يوم العيد:

استدل العلماء القائلون بجواز صيام ثاني يوم العيد بالأدلة التالية:

1. حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ صَامَ يَوْمَ الْعِيدِ فَكَأَنَّمَا صَامَ دَهْرًا».

2. حديث ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ صَامَ ثَانِيَ الْعِيدِ فَقَدْ عَصَى أَبَاهُ وَأُمَّهُ».

3. عدم وجود نص صريح من النبي صلى الله عليه وسلم أو من الصحابة الكرام ينهى عن صيام ثاني يوم العيد.

ثالثًا: الأدلة على عدم جواز صيام ثاني يوم العيد:

استدل العلماء القائلون بعدم جواز صيام ثاني يوم العيد بالأدلة التالية:

1. حديث ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تَسُوا ثَانِيَ الْعِيدِ، فَإِنَّهُ يَوْمُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ».

2. حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تَصُومُوا يَوْمَ الْفِطْرِ، وَلا يَوْمَ النَّحْرِ».

3. إجماع الصحابة الكرام على عدم صيام ثاني يوم العيد.

رابعًا: الترجيح بين الأدلة:

بعد عرض أدلة الفريقين، يتبين أن الأدلة الواردة في جواز صيام ثاني يوم العيد أقوى من الأدلة الواردة في عدم جوازه، وذلك للأسباب التالية:

1. حديث أبي سعيد الخدري وحديث ابن عباس رضي الله عنهما صريحان في جواز صيام ثاني يوم العيد.

2. عدم وجود نص صريح من النبي صلى الله عليه وسلم أو من الصحابة الكرام ينهى عن صيام ثاني يوم العيد.

3. إجماع الصحابة الكرام على عدم صيام ثاني يوم العيد غير ثابت، فقد روي عن بعضهم أنه كان يصومه.

خامسًا: حكم صيام ثاني يوم العيد:

بناءً على ما سبق، فإن الراجح هو جواز صيام ثاني يوم العيد، لكن الأولى تركه احتياطًا، ولا يجوز لمن صامه أن يعتقد أنه فرض أو واجب، وإنما يصومه تطوعًا.

سادسًا: فضل صيام ثاني يوم العيد:

ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مَنْ صَامَ يَوْمَ الْعِيدِ فَكَأَنَّمَا صَامَ دَهْرًا». وهذا يدل على أن صيام ثاني يوم العيد له فضل عظيم، ومن صامه نال هذا الفضل بإذن الله تعالى.

سابعًا: آداب صيام ثاني يوم العيد:

من آداب صيام ثاني يوم العيد:

1. النية الصادقة لله تعالى.

2. الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.

3. الإكثار من الدعاء والذكر والقرآن الكريم.

4. إخراج صدقة الفطر قبل صلاة العيد.

5. صلاة العيد في جماعة.

6. زيارة الأهل والأقارب والأصدقاء.

7. إدخال السرور على النفس وعلى الآخرين.

الخلاصة:

يجوز صيام ثاني يوم العيد، لكن الأولى تركه احتياطًا، ولا يجوز لمن صامه أن يعتقد أنه فرض أو واجب، وإنما يصومه تطوعًا. وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مَنْ صَامَ يَوْمَ الْعِيدِ فَكَأَنَّمَا صَامَ دَهْرًا». وهذا يدل على أن صيام ثاني يوم العيد له فضل عظيم، ومن صامه نال هذا الفضل بإذن الله تعالى.

أضف تعليق