المقدمة
المرأة الحائض هي المرأة التي تمر بفترة الحيض، وهي فترة نزيف مهبلي تحدث عادةً كل 28 يومًا وتستمر لمدة 3 إلى 5 أيام. خلال هذه الفترة، يُحظر على المرأة الحائض القيام بعدد من الأشياء، بما في ذلك لمس المصحف الشريف.
حكم مس الحائض للمصحف
اتفق الفقهاء على أنه لا يجوز للمرأة الحائض مس المصحف الشريف، سواء باليد أو بأي جزء آخر من جسدها، وذلك لما ورد في السنة النبوية من أحاديث تدل على ذلك، منها:
عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: «كانت إحدانا إذا كانت حائضًا لم تزد على أن تعض على طرف خمارها، ولا تمس المصحف ولا شيئًا من القرآن».
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: «لا تمس المصحف وأنت جنب ولا حائض».
أسباب تحريم مس الحائض للمصحف
هناك عدة أسباب لتحريم مس الحائض للمصحف، منها:
أن المصحف الشريف هو كلام الله تعالى، وهو من أعظم المقدسات عند المسلمين، ويجب أن يُعامل بالاحترام والتقدير.
أن الحيض هو حالة من النجاسة، ولا يجوز للنجس أن يمس المقدسات.
أن المرأة الحائض تكون في حالة من الضعف الجسدي والنفسي، وقد يؤثر ذلك على قدرتها على التعامل مع المصحف الشريف بالشكل الصحيح.
شروط جواز مس الحائض للمصحف
يجوز للمرأة الحائض مس المصحف الشريف في حالتين فقط:
إذا كانت ترتدي قفازين مصنوعين من مادة عازلة، مثل المطاط أو البلاستيك.
إذا كانت تريد أن تتعلم القرآن الكريم، ولا يوجد أحد آخر يمكنه تعليمها.
حكم مس الحائض لغير المصحف من الكتب الدينية
لا يجوز للمرأة الحائض مس أي كتاب ديني غير المصحف الشريف، مثل كتب الحديث أو كتب التفسير أو كتب الفقه. وذلك لأن هذه الكتب تحتوي على نصوص قرآنية، ويجب أن تُعامل بنفس الاحترام والتقدير الذي يُعامل به المصحف الشريف.
حكم مس الحائض للمصحف الإلكتروني
يجوز للمرأة الحائض مس المصحف الإلكتروني، وذلك لأنه لا يُعتبر مصحفًا حقيقيًا، بل هو مجرد جهاز إلكتروني يحتوي على نصوص قرآنية. ومع ذلك، يجب على المرأة الحائض أن تحرص على عدم لمس الشاشة مباشرةً، وأن تستخدم قلمًا أو أي أداة أخرى للمس.
الخاتمة
وفي الختام، لا يجوز للمرأة الحائض مس المصحف الشريف، ولا أي كتاب ديني آخر، إلا إذا كانت ترتدي قفازين مصنوعين من مادة عازلة، أو إذا كانت تريد أن تتعلم القرآن الكريم ولا يوجد أحد آخر يمكنه تعليمها. أما المصاحف الإلكترونية فلا بأس بمسها، ولكن يجب الحرص على عدم لمس الشاشة مباشرةً.