هل يجوز للزوج أن يرضع من ثدي زوجته عند الشيعة

المقدمة:

يعتبر الرضاع من أهم الوسائل التي يستخدمها الآباء والأمهات لإطعام أطفالهم وإمدادهم بالعناصر الغذائية اللازمة لنموهم وتطورهم الصحي. ومع ذلك، فقد اختلف الفقهاء وأهل العلم حول جواز قيام الزوج بإرضاع زوجته، وهو ما يُعرف بـ”رضاع الكبير”. فما هو موقف الشيعة من هذه المسألة؟ وهل يجوز للزوج أن يرضع من ثدي زوجته عند الشيعة؟

أولاً: تعريف رضاع الكبير:

يعرف رضاع الكبير بأنه قيام شخص بالغ بإرضاع شخص آخر بالغ، سواء كان ذلك من خلال الثدي أو من خلال أي وسيلة أخرى. وقد أثار هذا الأمر جدلاً واسعاً بين الفقهاء وأهل العلم، حيث اختلفوا حول حكمه شرعاً.

ثانياً: موقف الشيعة من رضاع الكبير:

يختلف موقف الشيعة من رضاع الكبير عن موقف السنة في هذه المسألة. ففي حين يحرم السنة رضاع الكبير مطلقاً، إلا أن الشيعة يجوزونه في بعض الحالات.

ثالثاً: شروط جواز رضاع الكبير عند الشيعة:

وضع الفقهاء الشيعة عدة شروط لجواز رضاع الكبير، وهي:

– أن يكون هناك ضرورة ملحة لذلك، مثل عدم وجود أي شخص آخر يمكنه إرضاع الطفل.

– أن يتم الرضاع من خلال الثدي مباشرة، دون استخدام أي وسيلة أخرى.

– أن يكون الرضاع في حدود المعقول، ولا يؤدي إلى أي ضرر بالرضيع أو بالمرضعة.

رابعاً: الحالات التي يجوز فيها رضاع الكبير:

حدد الفقهاء الشيعة عدة حالات يجوز فيها رضاع الكبير، وهي:

– رضاع الطفل من أمه أو جدته أو خالته أو عمه لأمه.

– رضاع الطفل من زوجته أو من زوجة والده أو من زوجة ابنه.

– رضاع الطفل من امرأة أجنبية، إذا لم يكن هناك أي شخص آخر يمكنه إرضاعه، بشرط أن يتم ذلك في حدود المعقول، ولا يؤدي إلى أي ضرر بالرضيع أو بالمرضعة.

خامساً: حكم رضاع الكبير عند الشيعة:

يختلف حكم رضاع الكبير عند الشيعة باختلاف الحالات التي يتم فيها، وهي:

– إذا كان الرضاع من محارم الرضيع، مثل أمه أو جدته أو خالته أو عمه لأمه، فهو جائز ولا يحرم.

– إذا كان الرضاع من زوجة الرضيع أو من زوجة والده أو من زوجة ابنه، فهو جائز أيضاً، بشرط أن يتم ذلك في حدود المعقول، ولا يؤدي إلى أي ضرر بالرضيع أو بالمرضعة.

– إذا كان الرضاع من امرأة أجنبية، فهو جائز في حالة الضرورة القصوى، بشرط أن يتم ذلك في حدود المعقول، ولا يؤدي إلى أي ضرر بالرضيع أو بالمرضعة.

سادساً: الحكمة من جواز رضاع الكبير عند الشيعة:

يرى فقهاء الشيعة أن جواز رضاع الكبير في بعض الحالات يأتي مراعاة للضرورة القصوى، وللحفاظ على حياة الرضيع في حال عدم وجود أي شخص آخر يمكنه إرضاعه.

سابعاً: الخاتمة:

يعتبر رضاع الكبير من المسائل الفقهية التي اختلف فيها الفقهاء وأهل العلم. وقد أوضحنا في هذا المقال موقف الشيعة من هذه المسألة، وشروط جواز رضاع الكبير، والحالات التي يجوز فيها، وحكم رضاع الكبير عند الشيعة. كما أشرنا إلى الحكمة من جواز رضاع الكبير عند الشيعة.