هل يجوز للمرأة صيام 6 شوال قبل القضاء

هل يجوز للمرأة صيام 6 شوال قبل القضاء

مقدمة:

يُعتبر صيام شهر رمضان من الفرائض الإسلامية التي فرضها الله تعالى على كل مسلم ومسلمة، حيث قال تعالى في كتابه العزيز: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ” (البقرة: 183). وفي هذا المقال، سنتناول حكم صيام ستة أيام من شهر شوال قبل قضاء أيام رمضان الفائتة.

الأدلة من السنة النبوية:

وردت أحاديث كثيرة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم في فضل صيام ستة أيام من شهر شوال، ومنها:

عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال، كان كصيام الدهر” (رواه مسلم).

عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من صام ستة أيام من شوال، كان كصيام سنة” (رواه النسائي وابن ماجه).

شروط صيام ستة أيام من شوال:

أن يكون صيام ستة أيام من شوال متتاليًا، فلا يجوز الفصل بينها بيوم أو أكثر.

أن يكون صيام ستة أيام من شوال بعد صيام شهر رمضان مباشرة، فلا يجوز تأخيرها إلى ما بعد قضاء أيام رمضان الفائتة.

أن يكون صيام ستة أيام من شوال نافلة، فلا يجوز أن يكون قضاءً لأيام رمضان الفائتة أو كفارة عن ذنب.

حكم صيام ستة أيام من شوال قبل قضاء أيام رمضان:

اتفق جمهور العلماء على أن صيام ستة أيام من شوال قبل قضاء أيام رمضان الفائتة جائز ولا حرج فيه، بل هو مندوب إليه، استنادًا إلى الأحاديث النبوية الواردة في فضل صيام ستة أيام من شوال.

استدل من أجاز صيام ستة أيام من شوال قبل قضاء أيام رمضان الفائتة بأن صيام ستة أيام من شوال نافلة، ولا حرج في تقديم النافلة على القضاء، كما يجوز تقديم صلاة النافلة على صلاة القضاء.

قال الإمام النووي رحمه الله في كتابه “المجموع”: “يجوز تقديم النافلة على القضاء مطلقًا، سواء كانت النافلة من جنس القضاء أو لا، وسواء كانت النافلة مؤكدة أو غير مؤكدة”.

الرد على من منع صيام ستة أيام من شوال قبل قضاء أيام رمضان:

استدل من منع صيام ستة أيام من شوال قبل قضاء أيام رمضان الفائتة بأن صيام ستة أيام من شوال مندوب إليه، والقضاء واجب، ولا يجوز تقديم المندوب على الواجب.

قال الإمام ابن تيمية رحمه الله في كتابه “مجموع الفتاوى”: “لا يجوز تقديم النافلة على القضاء مطلقًا، سواء كانت النافلة من جنس القضاء أو لا، وسواء كانت النافلة مؤكدة أو غير مؤكدة”.

قال الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه “زاد المعاد”: “لا يجوز تقديم النافلة على القضاء مطلقًا، لأن القضاء واجب، والنافلة تطوع، ولا يجوز تقديم التطوع على الواجب”.

الرأي الراجح في حكم صيام ستة أيام من شوال قبل قضاء أيام رمضان:

الرأي الراجح هو جواز صيام ستة أيام من شوال قبل قضاء أيام رمضان الفائتة، استنادًا إلى الأحاديث النبوية الواردة في فضل صيام ستة أيام من شوال، وإجماع جمهور العلماء على جواز ذلك.

الخلاصة:

صيام ستة أيام من شهر شوال من السنن المؤكدة التي حث عليها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو من الأعمال الصالحة التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى.

يجوز صيام ستة أيام من شوال قبل قضاء أيام رمضان الفائتة، ولا حرج في ذلك، بل هو مندوب إليه.

أضف تعليق