هل يجوز صوم الست من شوال قبل القضاء

هل يجوز صوم الست من شوال قبل القضاء

مقدمة:

صوم الست من شوال من السنن المؤكدة التي يستحب الالتزام بها عقب شهر رمضان، وقد وردت أحاديث كثيرة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) تحث على صيامه، فهل يجوز صيامه قبل قضاء الأيام التي فاتتك من رمضان؟ هذا ما سنناقشه في هذا المقال.

أولاً: حكم صوم الست من شوال قبل القضاء:

– اتفق أهل العلم على وجوب قضاء أيام رمضان قبل صوم النفل، ومنها صيام الست من شوال، وذلك لأن قضاء رمضان ركن من أركان الإسلام وفريضة واجبة، أما صيام النفل فهو تطوع ونافلة، ولا يجوز التطوع قبل أداء الفرائض.

– وقد ورد في حديث أبي هريرة (رضي الله عنه) أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: “من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال كان كصيام الدهر”، وهذا يدل على أن صوم الست من شوال من السنن المؤكدة التي ينبغي الحرص عليها، ولكن يجب أن يكون ذلك بعد قضاء أيام رمضان الفائتة.

– وإذا كان الشخص مدينًا بصيام أيام من رمضان، فيجب عليه قضاءها قبل أن يصوم الست من شوال، ولا يجوز له الجمع بين القضاء والنفل، لأن القضاء واجب والنفل تطوع، ولا يجوز تقديم التطوع على الواجب.

ثانيًا: كيفية قضاء أيام رمضان الفائتة:

– يجب على المسلم الذي فاته صيام أيام من رمضان أن يقضيها بعد شهر رمضان المبارك، ولا يجوز له تأخيرها إلى ما بعد شهر شوال أو الأشهر الأخرى، لأن قضاء رمضان واجب فورًا لا يجوز تأخيره.

– وطريقة قضاء أيام رمضان الفائتة هي أن يصوم المسلم يومًا عن كل يوم أفطره في رمضان، ويجوز له أن يصوم أيامًا متتالية أو متفرقة، حسبما يشاء.

– ويجب أن يكون صيام القضاء بنية القضاء، أي أن ينوي المسلم أنه يصوم هذا اليوم قضاءً عن يوم كذا من شهر رمضان الذي فاته، ولا يجوز له أن يصوم يومًا بنية النفل ثم ينوي بعد ذلك أنه قضاء.

ثالثًا: الحكمة من صوم الست من شوال:

– ورد في حديث أبي أيوب الأنصاري (رضي الله عنه) أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: “من صام رمضان وأتبعه بست من شوال، كان كصيام الدهر كله”، وهذا يدل على أن صوم الست من شوال له فضل كبير وأجر عظيم عند الله تعالى.

– وسبب فضل صوم الست من شوال هو أنه يكمل صيام رمضان، ويجعله كأنه صيام الدهر كله، وذلك لأن شهر رمضان هو أفضل الشهور عند الله تعالى، ومن يصومه كاملاً ثم يتبعه بست من شوال، فإنه يكون قد صام أفضل الشهور وأكملها، ويكون قد نال فضل صيام الدهر كله.

– كما أن صيام الست من شوال يكفر ذنوب شهر رمضان، ويحمي المسلم من الوقوع في الذنوب والمعاصي بعد رمضان، وذلك لأن الصيام يربي النفس على التقوى والورع، ويحميها من الانحراف والضلال.

رابعًا: شروط صحة صوم الست من شوال:

– يجب أن يكون المسلم قد صام شهر رمضان كاملاً، أي أنه لم يفوته أي يوم منه إلا بعذر شرعي، مثل المرض أو السفر أو الحيض ونحو ذلك.

– يجب أن يكون المسلم قد قضى أيام رمضان الفائتة، فإذا كان مدينًا بصيام أيام من رمضان، فلا يجوز له صيام الست من شوال حتى يقضيها أولاً.

– يجب أن ينوي المسلم صيام الست من شوال ابتداءً من اليوم الأول من شهر شوال، ولا يجوز له أن ينوي صيامه بعد ذلك، لأن صوم الست من شوال عبادة مقيدة بوقت معين، وهو أول شهر شوال.

خامسًا: فضل صوم الست من شوال:

– ورد في حديث أبي هريرة (رضي الله عنه) أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: “من صام رمضان وأتبعه بست من شوال، كان كصيام الدهر كله”، وهذا يدل على أن صوم الست من شوال له فضل كبير وأجر عظيم عند الله تعالى.

– وقد ذكر بعض العلماء أن صوم الست من شوال يكفر ذنوب شهر رمضان، ويحمي المسلم من الوقوع في الذنوب والمعاصي بعد رمضان، وذلك لأن الصيام يربي النفس على التقوى والورع، ويحميها من الانحراف والضلال.

– كما أن صيام الست من شوال يحسن صحة المسلم ويزيد من حيويته ونشاطه، وذلك لأن الصيام ينظف الجسم من السموم والفضلات، وينشط الدورة الدموية، ويقوي جهاز المناعة.

سادسًا: كيفية صيام الست من شوال:

– يجب على المسلم أن ينوي صيام الست من شوال ابتداءً من اليوم الأول من شهر شوال، ولا يجوز له أن ينوي صيامه بعد ذلك، لأن صوم الست من شوال عبادة مقيدة بوقت معين، وهو أول شهر شوال.

– ويجب على المسلم أن يصوم الست من شوال كاملة، أي أن يصوم ستة أيام متتالية، ولا يجوز له أن يفطر يومًا منها إلا بعذر شرعي، مثل المرض أو السفر أو الحيض ونحو ذلك.

– ويجب على المسلم أن يصوم الست من شوال بنفس شروط صيام رمضان، أي أن يمتنع عن الطعام والشراب والجماع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.

سابعًا: الخاتمة:

– صوم الست من شوال من السنن المؤكدة التي يستحب الالتزام بها عقب شهر رمضان، وقد وردت أحاديث كثيرة عن النبي (صلى الله عليه وسلم) تحث على صيامه، ولكن يجب أن يكون ذلك بعد قضاء أيام رمضان الفائتة.

– لصوم الست من شوال فضل كبير وأجر عظيم عند الله تعالى، فهو يكمل صيام رمضان ويجعله كأنه صيام الدهر كله، ويكفر ذنوب شهر رمضان، ويحمي المسلم من الوقوع في الذنوب والمعاصي بعد رمضان.

– يجب على المسلم أن يصوم الست من شوال بنية صحيحة، وأن يستوفي شروط صحة الصيام، وأن يصومها كاملة دون تفريط أو تقصير.

أضف تعليق