المقدمة
يعتبر صيام شهر رمضان من الفرائض التي فرضها الله عز وجل على المسلمين، وهو أحد أركان الإسلام الخمسة، وقد أجمع العلماء على وجوب صيامه على كل مسلم مكلف صحيح، إلا أن بعض المسلمين قد يضطرون إلى ترك صيام بعض الأيام من شهر رمضان بسبب السفر أو المرض أو الحيض أو النفاس، وهؤلاء عليهم قضاء الأيام التي أفطروا فيها بعد رمضان، فهل يجوز صيام القضاء بنية الست من شوال؟
أقوال العلماء في حكم صيام القضاء بنية الست من شوال
اختلف العلماء في حكم صيام القضاء بنية الست من شوال، فمنهم من أجازه ومنهم من منعه، ومنهم من قال إنه مكروه، ويمكن تلخيص أقوال العلماء في المسألة على النحو التالي:
القول الأول: أجاز صيام القضاء بنية الست من شوال، واستدلوا على ذلك بما يلي:
حديث ضعيف عن النبي صلى الله عليه وسلم رواه ابن أبي شيبة في مصنفه قال فيه: “من صام ستة أيام بعد الفطر قضى ما عليه من رمضان”.
أن صيام القضاء بنية الست من شوال نوع من الصدقة عن رمضان، وذلك لأن صيام الست من شوال سنة مؤكدة، فمن صامها قضى ما عليه من رمضان وتصدق بزيادة ستة أيام.
القول الثاني: منع صيام القضاء بنية الست من شوال، واستدلوا على ذلك بما يلي:
أن صيام القضاء عبادة مستقلة عن صيام الست من شوال، ولا يجوز الجمع بينهما في نية واحدة.
أن صيام القضاء واجب على من عليه قضاء أيام من رمضان، بينما صيام الست من شوال سنة مؤكدة، ولا يجوز تقديم السنة على الواجب.
القول الثالث: قال بأن صيام القضاء بنية الست من شوال مكروه، واستدلوا على ذلك بما يلي:
أن صيام القضاء عبادة مستقلة عن صيام الست من شوال، ولا يجوز الجمع بينهما في نية واحدة.
أن صيام القضاء واجب على من عليه قضاء أيام من رمضان، بينما صيام الست من شوال سنة مؤكدة، ولا يجوز تقديم السنة على الواجب.
الراجح من أقوال العلماء
الراجح من أقوال العلماء هو القول الثاني، وهو أن صيام القضاء بنية الست من شوال غير جائز، وذلك لأن صيام القضاء عبادة مستقلة عن صيام الست من شوال، ولا يجوز الجمع بينهما في نية واحدة، ولأن صيام القضاء واجب على من عليه قضاء أيام من رمضان، بينما صيام الست من شوال سنة مؤكدة، ولا يجوز تقديم السنة على الواجب.
كيفية قضاء ما فات من صيام رمضان
من فاته شيء من صيام رمضان فعليه قضاؤه، ويمكنه ذلك بأن يصوم ستة أيام من شوال، أو يصوم يومًا واحدًا عن كل يوم أفطر فيه، أو يصوم أيامًا متفرقة على مدار العام، ويجب أن يكون صيام القضاء متتاليًا، أي أن يصوم المسلم ستة أيام متتالية أو يومًا واحدًا عن كل يوم أفطر فيه متتاليًا، ولا يجوز أن يتخلل الصيام فترة طويلة من الوقت.
فضل صيام القضاء
لصيام القضاء فضل عظيم، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من صام يومًا في سبيل الله باعد الله عنه النار سبعين خريفًا”، ويعتبر صيام القضاء من أفضل الأعمال التي يمكن للمسلم القيام بها ليكفر عن ذنوبه ويتقرب إلى الله عز وجل.
من يجوز له صيام القضاء
يجوز صيام القضاء على كل مسلم مكلف صحيح، ويجوز للمريض صيام القضاء إذا كان مرضه لا يمنعه من الصيام، ويجوز للمسافر صيام القضاء إذا كان سفره قصيرًا، ويجوز للحائض والنفاس صيام القضاء بعد أن تطهرا.
متى يجب صيام القضاء
يجب صيام القضاء على من عليه قضاء أيام من رمضان، ويجب أن يصومها قبل حلول شهر رمضان التالي، فإذا حل شهر رمضان التالي قبل أن يقضي المسلم ما عليه من صيام رمضان الماضي، فعليه أن يصوم رمضان الحالي ثم يقضي ما عليه من صيام رمضان الماضي بعد رمضان الحالي.
الخاتمة
صيام القضاء بنية الست من شوال غير جائز، وذلك لأن صيام القضاء عبادة مستقلة عن صيام الست من شوال، ولا يجوز الجمع بينهما في نية واحدة، ولأن صيام القضاء واجب على من عليه قضاء أيام من رمضان، بينما صيام الست من شوال سنة مؤكدة، ولا يجوز تقديم السنة على الواجب، ويجب على من عليه قضاء أيام من رمضان أن يصومها متتالية أو متفرقة على مدار العام قبل حلول شهر رمضان التالي.