هل يستجيب الله دعاء الشر

هل يستجيب الله دعاء الشر

هل يستجيب الله دعاء الشر؟

مقدمة

الدعاء هو وسيلة من وسائل العبادة التي يتوجه بها الإنسان إلى الله سبحانه وتعالى، ويطلب منه تحقيق حاجاته ورغباته. وقد شرع الدعاء في جميع الأديان السماوية، وهو من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه.

ولكن هل يستجيب الله دعاء الشر؟ للإجابة على هذا السؤال، علينا أن ننظر إلى معنى الشر وطبيعته، وكيف يتعامل الله مع من يدعو به.

1. معنى الشر وطبيعته

الشر هو كل ما فيه إثم أو فساد أو ضرر. وهو نقيض الخير، وهو مرفوض من الله سبحانه وتعالى. وقد صنف العلماء الشر إلى نوعين:

الشر الذاتي: وهو الشر الذي يكون سيئًا في ذاته، لا يحتاج إلى سبب خارجي يجعله سيئًا. مثل الظلم والعدوان والكذب.

الشر العرضي: وهو الشر الذي يكون سيئًا بسبب عواقبه أو نتائجه. مثل استعمال السلاح في القتال، فقد يكون سيئًا إذا استعمل في قتل الأبرياء، وقد يكون جيدًا إذا استعمل في الدفاع عن النفس أو حماية الوطن.

2. كيف يتعامل الله مع من يدعو بالشر

إذا دعا الإنسان بالشر، فإن الله سبحانه وتعالى لا يستجيب دعاءه. وذلك لأن الله لا يحب الشر ولا يريده لخلقه. كما أن دعاء الشر يتعارض مع صفات الله الحسنى، مثل الرحمة والعدل والحكمة.

وقد ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية العديد من النصوص التي تحذر من دعاء الشر. ففي سورة الأعراف، يقول الله سبحانه وتعالى: {وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} (الآية 190). وفي سورة البقرة، يقول الله سبحانه وتعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} (الآية 186). وفي حديث رواه أبو هريرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تدعوا على أنفسكم ولا على أولادكم ولا على أموالكم، لا تدعوا في غضب فتستجاب لكم”.

3. حكم دعاء الشر في الشريعة الإسلامية

دعاء الشر من كبائر الذنوب في الشريعة الإسلامية. وذلك لأنه يدل على سوء الظن بالله سبحانه وتعالى، وعدم الثقة به. كما أنه يتعارض مع مبادئ الشريعة الإسلامية، التي تدعو إلى التسامح والرحمة والعدل.

وعلى المسلم أن يتجنب دعاء الشر، وأن يدعو بخير لنفسه ولغيره. كما عليه أن يتوكل على الله سبحانه وتعالى، ويثق به في تحقيق مصالحه ودفع المضار عنه.

4. أسباب دعاء الشر

هناك العديد من الأسباب التي قد تدفع الإنسان إلى دعاء الشر، منها:

الظلم: عندما يتعرض الإنسان للظلم، فقد يدعو على الظالم بالشر، ظنا منه أنه بذلك سينتقم لنفسه.

الحسد: عندما يحسد الإنسان غيره على ما أنعم الله عليه به، فقد يدعو عليه بالشر، رغبة في زوال نعمته.

الغضب: عندما يغضب الإنسان من شخص ما، فقد يدعو عليه بالشر، وهو في حالة غير واعية.

اليأس: عندما ييأس الإنسان من تحقيق أهدافه، فقد يدعو بالشر على نفسه أو على غيره، ظنا منه أنه لن ينال ما يريد.

5. عواقب دعاء الشر

دعاء الشر له عواقب وخيمة على من يدعو به، منها:

انتقام الله: قد ينتقم الله سبحانه وتعالى من الذي يدعو بالشر، بأن يعجل له عقوبته في الدنيا أو في الآخرة.

انعكاس الشر على صاحب الدعاء: قد ينعكس الشر الذي يدعو به الإنسان على نفسه، فيصيبه هو بالسوء الذي دعا به على غيره.

الحرمان من رحمة الله: يدعو الشر يحرم صاحبه من رحمة الله سبحانه وتعالى، لأن الله لا يرحم من لا يرحم نفسه وغيره.

6. كيف نتجنب دعاء الشر؟

هناك العديد من الطرق التي تساعدنا على تجنب دعاء الشر، منها:

التفكير في عواقب دعاء الشر: قبل أن ندعو بالشر على شخص ما، علينا أن نفكر في عواقب دعائنا. هل سيترتب عليه نفع أم ضرر؟ هل سيحقق لنا مصلحة أم مضرة؟

التوكل على الله: علينا أن نتوكل على الله سبحانه وتعالى في تحقيق مصالحنا ودفع المضار عنا. وأن نثق به أنه لن يظلمنا ولن يضيع حقنا.

دعاء الخير: علينا أن ندعو بخير لأنفسنا ولغيرنا. وأن ندعو الله سبحانه وتعالى أن يهدينا ويسددنا إلى سواء السبيل.

7. خاتمة

دعاء الشر من كبائر الذنوب في الشريعة الإسلامية. وهو يتعارض مع صفات الله الحسنى، ومع مبادئ الشريعة الإسلامية. كما أن دعاء الشر له عواقب وخيمة على من يدعو به. لذلك، علينا أن نتجنب دعاء الشر، وأن ندعو بخير لأنفسنا ولغيرنا. وأن نتوكل على الله سبحانه وتعالى في تحقيق مصالحنا ودفع المضار عنا.

أضف تعليق