القرآن الكريم كتاب مقدس يقدسه المسلمون ويعتبرونه كلام الله المرسل إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. يعتبر تلاوة القرآن من أهم العبادات التي يقوم بها المسلمون، كما أنه يعتبر مصدرًا لتعاليم الإسلام والقيم الإسلامية.
وقد اختلف الفقهاء في حكم قراءة القرآن الكريم للمرأة أثناء الدورة الشهرية، فذهب بعضهم إلى تحريمه، وذهب آخرون إلى جوازه مع الكراهية، بينما ذهب فريق ثالث إلى جوازه مطلقًا. وفي هذا المقال سوف نتناول أدلة كل فريق ورأيه في حكم قراءة القرآن الكريم للمرأة أثناء الدورة الشهرية.
أدلة الفريق الأول:
1. قال الله تعالى: “ولا تقربوهن حتى يطهرن” (البقرة: 222).
يستدل الفريق الأول بهذه الآية على تحريم قراءة القرآن للمرأة أثناء الدورة الشهرية، حيث إن الله تعالى أمر بعدم قربان الحائض، وقراءة القرآن من القرب.
2. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا حاضت المرأة فلا تصم ولا تصل ولا تقرأ القرآن” (رواه أبو داود والنسائي).
يستدل الفريق الأول بهذا الحديث على تحريم قراءة القرآن الكريم للمرأة أثناء الدورة الشهرية، حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى المرأة الحائض عن الصيام والصلاة وقراءة القرآن.
3. قال ابن عباس: “لا تقرأ الحائض في المصحف ولا تمسه” (رواه البخاري في الأدب المفرد).
يستدل الفريق الأول بهذا الأثر عن ابن عباس على تحريم قراءة القرآن الكريم للمرأة أثناء الدورة الشهرية، حيث إن ابن عباس قال إنه لا يجوز للمرأة الحائض أن تقرأ في المصحف أو تمسه.
أدلة الفريق الثاني:
1. قال الله تعالى: “الذين آمنوا وعملوا الصالحات لا جناح عليهم فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات” (المائدة: 93).
يستدل الفريق الثاني بهذه الآية على جواز قراءة القرآن للمرأة أثناء الدورة الشهرية مع الكراهية، حيث إن الله تعالى قال إنه لا جناح على الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيما طعموا، وهذا يشمل قراءة القرآن الكريم.
2. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ليس على الحائض جناح في ذكر الله وقراءة القرآن” (رواه أحمد).
يستدل الفريق الثاني بهذا الحديث على جواز قراءة القرآن للمرأة أثناء الدورة الشهرية مع الكراهية، حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم قال إنه لا جناح على الحائض في ذكر الله وقراءة القرآن.
3. قال الإمام الشافعي: “يجوز للحائض أن تقرأ القرآن، وإن كانت على غير طهر، ويكره لها ذلك” (رواه البيهقي).
يستدل الفريق الثاني بهذا القول عن الإمام الشافعي على جواز قراءة القرآن للمرأة أثناء الدورة الشهرية مع الكراهية، حيث إن الإمام الشافعي قال إنه يجوز للحائض أن تقرأ القرآن، وإن كانت على غير طهر، ويكره لها ذلك.
أدلة الفريق الثالث:
1. قال الله تعالى: “إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرًا وعلانية يرجون تجارة لن تبور” (فاطر: 29).
يستدل الفريق الثالث بهذه الآية على جواز قراءة القرآن للمرأة أثناء الدورة الشهرية مطلقًا، حيث إن الله تعالى حث على تلاوة القرآن الكريم دون أن يقيد ذلك بكون المرأة على طهر أو غير طهر.
2. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اقرءوا القرآن ولو على ظهور الدواب” (رواه الترمذي).
يستدل الفريق الثالث بهذا الحديث على جواز قراءة القرآن للمرأة أثناء الدورة الشهرية مطلقًا، حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقراءة القرآن ولو على ظهور الدواب، وهذا يدل على أن قراءة القرآن لا يشترط لها كون المرأة على طهر.
3. قال الإمام مالك: “يجوز للحائض أن تقرأ القرآن، ولا يكره لها ذلك” (رواه ابن عبد البر في التمهيد).
يستدل الفريق الثالث بهذا القول عن الإمام مالك على جواز قراءة القرآن للمرأة أثناء الدورة الشهرية مطلقًا، حيث إن الإمام مالك قال إنه يجوز للحائض أن تقرأ القرآن، ولا يكره لها ذلك.