وعن ذكر الله لاتغفلون

وعن ذكر الله لاتغفلون

مقدمة

لا شك أن ذكر الله تعالى من أعظم العبادات وأفضلها على الإطلاق، وفي ذلك يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} [الأحزاب: 41-42]. و لما للذكر من فضل على المسلم ,فلذا حثنا رسولنا صلى الله عليه وسلم على الإكثار منه بقوله: ((لا يغفل عبد عن ذكر الله إلا ذهب نور وجهه، وحل الظلام على قلبه)) [البيهقي].

1. فضائل ذكر الله تعالى

ذكر الله تعالى له فضائل كثيرة لا تعد ولا تحصى، ومنها:

– الفوز برضا الله تعالى: قال تعالى: {وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} [العنكبوت: 45].

– دخول الجنة: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، عشر مرات في اليوم والليلة، غفرت له خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر)) [البخاري].

– نور القلب: قال تعالى: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28].

– الحفظ من الشيطان: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت)) [الترمذي].

– قضاء الحوائج: قال تعالى: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُسْعَدُونَ} [الأنفال: 45].

2. أنواع ذكر الله تعالى

ذكر الله تعالى ينقسم إلى قسمين رئيسين:

– الذكر الجلي: وهو ما يكون باللسان، مثل قراءة القرآن الكريم، والتسبيح، والتحميد، والتكبير، والاستغفار، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

– الذكر الخفي: وهو ما يكون بالقلب، مثل التفكر في نعم الله تعالى، والتأمل في آياته الكونية والشرعية، والإحساس بوجوده تعالى ومراقبته.

3. آداب ذكر الله تعالى

هناك آداب يجب مراعاتها عند ذكر الله تعالى، منها:

– الإخلاص: أن يكون الذكر خالصًا لوجه الله تعالى، لا رياء ولا سمعة.

– الحضور: أن يكون الذكر بقلب حاضر، لا غافل ولا شارد.

– الأدب: أن يكون الذكر بأدب واحترام، لا بصوت مرتفع أو بطريقة مبتذلة.

– المداومة: أن يكون الذكر مستمرًا، لا متقطعًا.

– الزيادة: أن يزيد المسلم في ذكره كلما أمكنه ذلك، فيذكر الله تعالى في أوقات الرخاء والشدة، وفي السراء والضراء.

4. فوائد ذكر الله تعالى في الدنيا والآخرة

ذكر الله تعالى له فوائد كثيرة في الدنيا والآخرة، منها:

– في الدنيا:

– راحة القلب: قال تعالى: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28].

– تفريج الهم والكرب: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما أصاب عبدًا همٌّ ولا حزنٌ فقال: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيّ حكمك، عدلٌ فيّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدًا من خلقك

أضف تعليق