ورفعنا لك ذكرك

ورفعنا لك ذكرك

**مقدمة:**

وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ، صدق الله العظيم، هذه الآية الكريمة من سورة الشرح، تحمل في طياتها معاني عظيمة، وكنوزًا من الهداية، والبركات الإلهية، التي يمن بها الله -تعالى- على عباده الصالحين، والمؤمنين الصادقين، الذين يحملون رسالة الحق، وينشرون هدى الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها.

**1. رفع الذكر سبب للعبادة والتسبيح:**

* إن رفع الذكر يتيح للعبد أن يرتقي في درجات الإيمان، ويعلو في مراتب الهداية، ويتقرب إلى الله -تعالى- أكثر وأكثر.

* كما أن رفع الذكر يجعل العبد أكثر حمدًا لله، وأكثر تسبيحًا له، وأكثر تمجيدًا له، وذلك لأن ذكر الله هو أعظم العبادات، وأقربها إلى الله، حيث قال الله -تعالى-: “يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون”.

* ورفع الذكر يجعل العبد أكثر عبودية لله، وأكثر رهبة منه، وأكثر خشية له، وذلك لأن ذكر الله يذكر العبد بقدرة الله وعظمته، وجبروته وسلطانه، قال -تعالى-: “فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون”.

**2. رفع الذكر سبب للفرج واليسر:**

* إن رفع الذكر يجعل العبد يشعر بالراحة والطمأنينة، والسكينة والسكينة، وذلك لأن ذكر الله يطرد الشيطان ويطرد الهموم والأحزان.

* قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “من قال سبحان الله العظيم وبحمده في اليوم مائة مرة غفرت له خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر”.

* ورفع الذكر ييسر للعبد أموره، ويفتح له أبواب الرزق، قال -تعالى-: “وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا”.

**3. رفع الذكر سبب للشفاعة والرحمة:**

* إن رفع الذكر يجعل العبد أكثر شفاعة للناس، وأكثر رحمة بهم، وذلك لأن ذكر الله يلين القلب، ويفتح أبواب الخير والبركة، قال -تعالى-: “ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ”.

* ورفع الذكر يجعل العبد أكثر رأفة بالناس، وأكثر رحمة بهم، وذلك لأن ذكر الله يذكر العبد بمصائب الناس وآلامهم، ويحرك في قلبه مشاعر الشفقة والرأفة.

* ورفع الذكر يجعل العبد أكثر تراحمًا مع الناس، وأكثر تعاونًا معهم، وذلك لأن ذكر الله يذكر العبد بفضل الله عليه، وبركاته التي أنعم بها عليه، فيدفعه ذلك إلى أن يشكر الله تعالى، ويحاول أن يرد الجميل إلى الناس.

**4. رفع الذكر سبب لزيادة الرزق:**

* إن رفع الذكر يجعل العبد أكثر توفيقًا في عمله، وأكثر نجاحًا في مساعيه، وذلك لأن ذكر الله يفتح أبواب الرزق، وييسر الطرق للعباد، قال -تعالى-: “وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ”.

* ورفع الذكر يجعل العبد أكثر بركة في رزقه، وأكثر توفيقًا في إنفاقه، وذلك لأن ذكر الله يبارك في الرزق، ويجعله يكفي صاحبه، ويغنيه عن سؤال الناس، قال -تعالى-: “وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ”.

* ورفع الذكر يجعل العبد أكثر عفة وكرامة، وأكثر شرفًا ورفعة، وذلك لأن ذكر الله يزكي النفس، ويطهرها من الشوائب، ويجعلها أكثر نقاءً وصفاءً.

**5. رفع الذكر سبب لتكفير الذنوب:**

* إن رفع الذكر يكفر ذنوب العبد، ويغفر له هفواته وزلاته، وذلك لأن ذكر الله هو عبادة عظيمة، ومحو للخطايا، قال -تعالى-: “وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ”.

* ورفع الذكر يكفر عن السيئات، ويحولها إلى حسنات، وذلك لأن ذكر الله يفتح أبواب التوبة أمام العبد، ويمنحه الفرصة للرجوع إلى الله تعالى والتوبة إليه، قال -تعالى-: “إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ”.

* ورفع الذكر يجعل العبد أكثر تقربًا إلى الله تعالى، وأكثر حبًا له، وأكثر انسًا به، وذلك لأن ذكر الله يذكر العبد بنعم الله عليه، وبركاته التي أنعم بها عليه، فيدفعه ذلك إلى أن يحب الله تعالى، ويتقرب إليه، ويؤنس به.

**6. رفع الذكر سبب للزيادة في الإيمان:**

* إن رفع الذكر يزيد إيمان العبد، ويقوي يقينه بالله تعالى، وذلك لأن ذكر الله يذكر العبد بقدرة الله وعظمته، وجبروته وسلطانه، فيدفعه ذلك إلى أن يزيد إيمانه بالله تعالى، ويقوي يقينه به.

* ورفع الذكر يزيد ثقة العبد بالله تعالى، ويجعله أكثر توكلًا عليه، وذلك لأن ذكر الله يذكر العبد بأن الله تعالى هو وحده القادر على كل شيء، وأن كل شيء بيده، فيدفعه ذلك إلى أن يزيد ثقته بالله تعالى، ويتوكل عليه في كل أموره.

* ورفع الذكر يزيد حب العبد لله تعالى، ويجعله أكثر انسًا به، وذلك لأن ذكر الله يذكر العبد بنعم الله عليه، وبركاته التي أنعم بها عليه، فيدفعه ذلك إلى أن يحب الله تعالى، ويتقرب إليه، ويؤنس به.

**7. رفع الذكر سبب للثبات على الحق:**

* إن رفع الذكر يثبت العبد على الحق، ويجعله أكثر صلابة في موقفه، وأكثر ثباتًا على مبادئه، وذلك لأن ذكر الله يذكر العبد بالآخرة، وبمصير العباد يوم القيامة، فيدفعه ذلك إلى أن يثبت على الحق، ويجاهد في سبيل الله تعالى، ولا يتخلى عن مبادئه وقيمه.

* ورفع الذكر يجعل العبد أكثر شجاعة في قول الحق، وأكثر جرأة في الدفاع عن الحق، وذلك لأن ذكر الله يذكر العبد بأن الله تعالى هو وحده القادر على كل شيء، وأن كل شيء بيده، فيدفعه ذلك إلى أن يكون أكثر شجاعة في قول الحق، وأكثر جرأة في الدفاع عنه.

* ورفع الذكر يجعل العبد أكثر صبرًا على البلاء، وأكثر تحملًا للمصاعب والابتلاءات، وذلك لأن ذكر الله يذكر العبد بأن الدنيا دار ابتلاء وامتحان، وأن الآخرة هي دار الجزاء، فيدفعه ذلك إلى أن يكون أكثر صبرًا على البلاء، وأكثر تحملًا للمصاعب والابتلاءات.

**الخاتمة:**

وختامًا، فإن رفع الذكر عبادة عظيمة، ومحو للخطايا، وسعادة للعباد، وفوز في الدنيا والآخرة، قال -تعالى-: “وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآص

أضف تعليق