وقل استغفروا ربكم

وقل استغفروا ربكم

قل استغفروا ربكم

المقدمة:

يُعد الاستغفار من أهم العبادات وأجلّها في الإسلام، فقد ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة الكثير من النصوص التي تحث على الاستغفار والتوبة لله، ووعد الله عباده بالمغفرة والهداية والرحمة إذا تابوا واستغفروا، قال تعالى: “وقل استغفروا ربكم إنه كان غفارًا يرسل السماء عليكم مدرارًا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارًا”، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “التائب من الذنب كمن لا ذنب له”.

فضل الاستغفار:

1. مغفرة الذنوب: الاستغفار من أهم أسباب مغفرة الذنوب والتكفير عنها، قال تعالى: “الذين يعملون السيئات ثم يتوبون من بعدها ويؤمنون إن ربك من بعدها لغفور رحيم”، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من تاب تاب الله عليه، ومن استغفر غفر له”.

2. الهداية والتوفيق: الاستغفار من أسباب هداية الله لعباده وتوفيقهم لما يحب ويرضى، قال تعالى: “استغفروا ربكم إنه كان غفارًا يرسل السماء عليكم مدرارًا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارًا”، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من استغفر الله غفر له، ومن دعا الله أجابه، ومن سأل الله أعطاه”.

3. الرحمة والمغفرة: الاستغفار من أهم أسباب نيل رحمة الله ومغفرته، قال تعالى: “وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحًا ثم اهتدى”، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أرحم الراحمين أرحمهم لخلقه، ومن رحمتي أني أنزلت عليكم الكتاب والسنة لتستبينوا بهما سبيل الرشاد”.

شروط الاستغفار:

1. الإخلاص لله تعالى: أن يكون الاستغفار خالصًا لله وحده لا شريك له، ولا يقصد به أحدًا غيره، قال تعالى: “وأنتم تستغفرون الله وحده لا شريك له”.

2. الندم على الذنب: أن يندم العبد على الذنب الذي اقترفه ويتبرأ منه، ويطمع في عفو الله ومغفرته، قال تعالى: “إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم”.

3. العزم على عدم العودة إلى الذنب: أن يعزم العبد على عدم العودة إلى الذنب الذي تاب منه، وأن يحذر منه ويتجنبه في المستقبل، قال تعالى: “والذين لا يعودون لما نهوا عنه وأصلحوا أولئك لهم مغفرة من ربهم ولهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء المحسنين”.

كيفيّة الاستغفار:

1. الدعاء والتضرع: يستحب للمستغفر أن يلجأ إلى الدعاء والتضرع إلى الله تعالى، ويطلب منه المغفرة والتوبة، قال تعالى: “ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين”.

2. الاستغفار باللسان: يستحب للمستغفر أن يستغفر الله بلسانه، ويقول: “أستغفر الله العظيم من كل ذنب أذنبته صغيره وكبيره، سره وعلنه، قديمه وحديثه”.

3. الاستغفار بالقلب: يستحب للمستغفر أن يستغفر الله بقلبه، ويصدق في استغفاره، ويخشع لله تعالى، قال تعالى: “فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارًا يرسل السماء عليكم مدرارًا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارًا”.

فضائل الاستغفار وتأثيره في الفرد والمجتمع:

1. تقوية الإيمان: الاستغفار من أسباب تقوية الإيمان بالله تعالى، وتعميق الصلة بين العبد وربه، قال تعالى: “وإن الذين يستغفرون بالأسحار”.

2. جلب الرزق والبركة: الاستغفار من أسباب جلب الرزق والبركة في حياة العبد، قال تعالى: “وأنتم تستغفرون الله وحده لا شريك له للذي هو ربكم خير لكم من الذي لا تستغفرونه”.

3. دفع البلاء والشر: الاستغفار من أسباب دفع البلاء والشر عن العبد، قال تعالى: “وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون”.

أوقات الاستغفار:

1. وقت السحر: يستحب للمسلم أن يستغفر الله في وقت السحر، قال تعالى: “وإن الذين يستغفرون بالأسحار”.

2. بعد الصلوات: يستحب للمسلم أن يستغفر الله بعد الصلوات المفروضة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قال بعد كل صلاة مكتوبة: أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، ثلاث مرات غفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر”.

3. عند الاستيقاظ من النوم: يستحب للمسلم أن يستغفر الله عندما يستيقظ من النوم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من استيقظ من نومه فقال: الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور، اللهم اغفر لي، ثلاث مرات غفرت له ذنوبه”.

الخاتمة:

الاستغفار من أهم العبادات وأجلّها في الإسلام، وهو من أسباب مغفرة الذنوب والهداية والتوفيق ونيل رحمة الله ومغفرته، وللاستغفار شروط منها الإخلاص لله تعالى والندم على الذنب والعزم على عدم العودة إليه، وللاستغفار فضائل كثيرة منها تقوية الإيمان وجلب الرزق والبركة ودفع البلاء والشر، وهناك أوقات مستحبة للاستغفار منها وقت السحر وبعد الصلوات وعند الاستيقاظ من النوم.

أضف تعليق