ولا تحسبن الله

ولا تحسبن الله

ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون

المقدمة:

يقول الله تعالى في كتابه العزيز: {وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ} [إبراهيم: 42]. وفي هذه الآية الكريمة يوجه الله تعالى رسالة واضحة إلى الظالمين بأن الله تعالى ليس غافلاً عن أعمالهم الظالمة، وإن كان قد أخر عقابهم إلى يوم القيامة، فإن ذلك لا يعني أنه قد نساهم أو غفر لهم ما اقترفوه من ظلم.

1. علم الله تعالى بالأعمال:

يعلم الله تعالى كل شيء، لا تخفى عليه خافية في السماوات ولا في الأرض، قال تعالى: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} [الأنعام: 59].

لا يغيب عن الله تعالى شيء، حتى ما يخطر على بال الإنسان، قال تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ} [غافر: 19].

يعلم الله تعالى أعمال الظالمين، وما يبطنونه من نيات سيئة، قال تعالى: {وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا إِنَّهُمْ سَيُصْرَعُونَ} [فاطر: 45].

2. إمهال الله تعالى للظالمين:

يمهل الله تعالى الظالمين، ولا يعجل في عقابهم، وذلك لعدة أسباب، منها: إعطاؤهم فرصة للتوبة والرجوع إلى الحق، قال تعالى: {وَمَا نُؤَخِّرُهُمْ إِلَّا لِيَتَمَتَّعُوا بِخَطِيئَتِهِمْ ثُمَّ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ} [الأعراف: 182].

اختبار المؤمنين وامتحانهم، وذلك لكي يفرز الله تعالى الصادقين من الكاذبين، قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 155].

إظهار عدل الله تعالى وحكمته، وذلك بأن يعطي كل ظالم جزاء عمله، قال تعالى: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا} [الإسراء: 13-14].

3. عقاب الله تعالى للظالمين:

يعد الله تعالى الظالمين بعقاب شديد في الدنيا والآخرة، قال تعالى: {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} [الشعراء: 227].

العقاب في الدنيا، يكون بأن يوقع الله تعالى على الظالمين المصائب والشدائد، قال تعالى: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [السجدة: 21].

العقاب في الآخرة، يكون بأن يودع الظالمون جهنم خالدين فيها أبداً، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا آخَرَ لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا} [النساء: 56].

4. الحكمة من إمهال الله تعالى للظالمين:

إعطاؤهم فرصة للتوبة والرجوع إلى الحق، قال تعالى: {وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ} [مريم: 39].

اختبار المؤمنين وامتحانهم، وذلك لكي يفرز الله تعالى الصادقين من الكاذبين، قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 155].

إظهار عدل الله تعالى وحكمته، وذلك بأن يعطي كل ظالم جزاء عمله، قال تعالى: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا} [الإسراء: 13-14].

5. موقف المؤمنين من الظالمين:

ينهى الله تعالى المؤمنين عن الظلم والعدوان، قال تعالى: {وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [البقرة: 190].

يأمر الله تعالى المؤمنين بالصبر على الظلم والعدوان، قال تعالى: {وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال: 46].

يأمر الله تعالى المؤمنين بالدعاء على الظالمين، قال تعالى: {وَقُلْ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ} [يونس: 85].

6. نصائح لتجنب الظلم:

اتقوا الله تعالى، واجعلوا خوفه نصب أعينكم، قال تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَ

أضف تعليق