ولم اكن بدعائك ربي شقيا

ولم اكن بدعائك ربي شقيا

المقدمة:

الحمد لله الذي أرسل إلينا نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم، وجعله رحمة للعالمين، والصلاة والسلام عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا، أما بعد:

فإن من أعظم نعم الله تعالى على عباده أن جعل لهم حق الدعاء إليه، فهو القادر على قضاء حوائجهم وتفريج كرباتهم، وقد أمرنا الله تعالى أن ندعوه فقال: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60]، وقال سبحانه: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [الأعراف: 55].

الاستجابة بعد الدعاء

وللدعاء آداب كثيرة، منها: الإخلاص لله تعالى، وحسن الظن به، والدعاء بالألفاظ الشرعية، والابتعاد عن الدعاء بما فيه إثم أو قطيعة رحم، ومنها أيضًا الدعاء في أوقات الإجابة، وهي كثيرة، منها: الثلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وعند السجود، وعند نزول المطر، وعند الصباح والمساء، وعند دخول وخروج المسجد، وعند شرب ماء زمزم، وعند رؤية الكعبة المشرفة.

الدعاء بالخير

ويكون الدعاء بالخير في الدنيا والآخرة، فيُدعى الله تعالى بالرزق الوفير، والبدن المعافى، والصحة التامة، والذرية الصالحة، والعمر المديد، والنجاح في الدنيا والآخرة، كما يُدعى الله تعالى بتفريج الكروب، وإزالة الهموم، وقضاء الديون، وتيسير الأمور، والهداية إلى الصراط المستقيم، والفوز بالجنة والنجاة من النار.

الدعاء بأسماء الله الحسنى

ومن أفضل ما يُدعى به أسماء الله الحسنى، فإنه سبحانه وتعالى يقول: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف: 180]، ومن هذه الأسماء: الرحمن، الرحيم، العليم، الحكيم، العدل، اللطيف، الخبير، المجيب، الرازق، الغافر، التواب، المنتقم، العفو، الغفور.

الدعاء بأسماء النبي صلى الله عليه وسلم

كما يستحب الدعاء باسم النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه يقول: “من صلى عليَّ صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشر صلوات”، ويقول: “الدعاء موقوف بين السماء والأرض فلا يجاوزه شيء حتى يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم”، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أسماء كثيرة، منها: محمد، أحمد، محمود، حامد، عبدالله، عبدالرحمن، مصطفى، مجتبى، نبي الله، رسول الله، خاتم النبيين، سيد الأولين والآخرين، شفيع المذنبين، رحمة للعالمين.

الدعاء بأسماء الصحابة والتابعين

ويستحب أيضًا الدعاء بأسماء الصحابة والتابعين، فإنهم خير خلق الله بعد النبي صلى الله عليه وسلم، ومنهم: أبو بكر الصديق، وعمر الفاروق، وعثمان ذو النورين، وعلي المرتضى، وطلحة والزبير، وعبدالرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص، وأبو عبيدة بن الجراح وخالد بن الوليد، ومعاذ بن جبل وأبو الدرداء، وغيرهم كثير.

الدعاء المأثور

وهناك أدعية مأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، يُستحب الدعاء بها، منها: “اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله وأوله وآخره وعلانيته وسره”، “اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه”، “اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة”، “اللهم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار”، “اللهم اهدني وتقبلني وتب علي وأدخلني الجنة بغير حساب”.

الخاتمة:

وفي الختام، فإن الدعاء عبادة عظيمة، ومن أفضل القربات إلى الله تعالى، وهو سبب لقضاء الحوائج وتفريج الكربات، قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر: 60]، فنسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستجيب لهم دعاءهم، وأن يوفقنا إلى الدعاء بما فيه الخير في الدنيا والآخرة، والحمد لله رب العالمين.

أضف تعليق