المقدمة
سورة طه هي إحدى سور القرآن الكريم المكية، وهي من السور الطويلة، حيث تحتل المرتبة 20 من حيث عدد الآيات، ويبلغ عدد آياتها 135 آية، وقد نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة، وهي من السور التي تتحدث عن قصة سيدنا موسى عليه السلام مع فرعون، وكيف أنقذه الله من فرعون وقومه، وكيف أرسله إلى قومه ليدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له.
أولاً: ومن أعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا
إن الحياة الدنيا زائلة وفانية، وكل ما فيها من متع وزينة لا يدوم، ولن ينفع الإنسان شيئًا يوم القيامة.
من أعرض عن ذكر الله تعالى وتعاليمه، واتبع شهواته ورغباته، فإن حياته ستكون ضنكًا وشاقة، ولن يجد فيها الراحة والطمأنينة.
من يبتعد عن ذكر الله تعالى ويهمل طاعته، فإن الله تعالى يعرض عنه ولا يوفقه في حياته، ويكون مصيره إلى الشقاء والعذاب في الآخرة.
ثانيًا: وما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها
القرآن الكريم هو كتاب الله تعالى المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وهو معجزة خالدة لا مثيل لها.
القرآن الكريم كتاب شامل وكامل، يحتوي على كل ما يحتاجه الإنسان في حياته، من عقيدة وشريعة وأخلاق وقصص وعبر ودروس.
القرآن الكريم هو كتاب محفوظ من التحريف والتبديل، وهو باق إلى يوم القيامة، ليكون هداية ونورًا للناس أجمعين.
ثالثًا: ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون
القرآن الكريم مليء بالأمثال والقصص والعبر، التي يضربها الله تعالى للناس ليتعظوا بها ويتذكروا.
من يتدبر في القرآن الكريم ويتفكر في معانيه، سيهتدي إلى سواء السبيل، وسيسلم من الضلال والهوى.
القرآن الكريم هو خير كتاب يهدي الناس إلى الحق والرشاد، وهو شفاء القلوب والأرواح.
رابعًا: قرآنًا عربيًا غير ذي عوج لعلهم يتقون
القرآن الكريم نزل بلسان عربي مبين، فصيح بليغ، بعيد عن التعقيد والتكلف.
القرآن الكريم خالٍ من أي خطأ أو تناقض، وهو متناسق ومترابط، وكل آياته مرتبطة ببعضها البعض.
القرآن الكريم هو كتاب الهداية والتقوى، وهو يهدي الناس إلى طريق الصلاح والفلاح.
خامسًا: تنزيل من رب العالمين
القرآن الكريم منزل من عند الله تعالى، وهو كلامه الذي أوحاه إلى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
القرآن الكريم هو المصدر الأول للتشريع الإسلامي، وهو المرجع الأساسي للمسلمين في كل أمور دينهم ودنياهم.
القرآن الكريم هو كتاب الله الخالد، الذي سيبقى إلى يوم القيامة، ليكون نورًا وهداية للناس أجمعين.
سادسًا: أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين
القرآن الكريم هو معجزة خالدة لا مثيل لها، ولن يستطيع أحد أن يأتي بمثله أبدًا.
تحدى الله تعالى الكافرين أن يأتوا بسورة واحدة مثل القرآن الكريم، فلم يستطيعوا ذلك، ولن يستطيعوا أبدًا.
القرآن الكريم هو حجة الله تعالى على الناس، وهو دليل واضح على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم.
سابعًا: بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله
كثير من الناس يكذبون بالقرآن الكريم، ويتهمون رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه افتراه، وذلك لأنهم لم يفهموا معانيه ولم يتدبروا في آياته.
القرآن الكريم كتاب غني بالمعاني والدلالات، ويحتاج إلى تدبر وتفكر حتى نفهم معانيه ونتدبر في آياته.
من يكذب بالقرآن الكريم ويتهمه بالكذب، فإن الله تعالى سيحاسبه يوم القيامة على كذبه وظلمه.
الخاتمة
إن القرآن الكريم هو كتاب الله تعالى الخالد، وهو معجزة خالدة لا مثيل لها، وهو المصدر الأول للتشريع الإسلامي، وهو المرجع الأساسي للمسلمين في كل أمور دينهم ودنياهم، وهو كتاب الهداية والتقوى، وهو شفاء القلوب والأرواح، وهو حجة الله تعالى على الناس، وهو دليل واضح على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم.