لطلعتك بالسجود
المقدمة:
يوم القيامة هو موعد الحساب العظيم، يوم تسأل فيه كل نفس عما عملت في الدنيا، وعن النعيم الذي تمتعت به. فالله تعالى يقول: {وَلَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} [التكاثر: 8].
1- نعيم الدنيا:
نعيم الدنيا كثير ومتنوع، منها: الصحة والعافية، والمال والجاه، والبنون والبنات، والطعام والشراب، والمسكن والمركب. وقد ذكر الله تعالى في كتابه الكريم الكثير من أنواع النعيم التي أنعم بها على عباده، فقال تعالى: {أَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ} [الرعد: 17].
2- نعيم الجنة:
نعيم الجنة لا يضاهيه نعيم الدنيا، لأن نعيم الدنيا زائل وفاني، أما نعيم الجنة فهو دائم وباق. وقد وصف الله تعالى نعيم الجنة في كتابه الكريم فقال: {وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ} [الشورى: 22].
3- نعيم الآخرة:
نعيم الآخرة لا يقتصر على نعيم الجنة، بل يشمل النجاة من النار والخلاص من العذاب الأليم. وقد وصف الله تعالى نعيم الآخرة في كتابه الكريم فقال: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} [النساء: 122].
4- المسؤولية عن النعيم:
كل إنسان مسؤول عن النعيم الذي ينعم به في الدنيا، وعليه أن يشكر الله تعالى على هذه النعم، وأن يستخدمها في طاعته وعبادته. وقد حذر الله تعالى الإنسان من الكفر بالنعم فقال: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: 7].
5- جزاء الشاكرين:
الشاكرون لله تعالى على نعمه يجزون بثلاثة أمور: زيادة النعم، والدخول في الجنة، والنجاة من النار. وقد ذكر الله تعالى في كتابه الكريم جزاء الشاكرين فقال: {وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ} [الأعراف: 74].
6- جزاء الكافرين:
الكافرون بنعم الله تعالى يعاقبون بثلاثة أمور: زوال النعم، والدخول في النار، والحرمان من الجنة. وقد ذكر الله تعالى في كتابه الكريم جزاء الكافرين فقال: {وَإِنْ كَفَرُوا فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ} [هود: 17].
7- الحساب يوم القيامة:
يوم القيامة يحاسب الله تعالى كل إنسان على جميع أعماله وأقواله ونواياه، ويسأله عن النعيم الذي تمتعت به في الدنيا. وقد ذكر الله تعالى في كتابه الكريم الحساب يوم القيامة فقال: {وَكُلُّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا} [الإسراء: 13].
الخاتمة:
يوم القيامة هو موعد الحساب العظيم، يوم تسأل فيه كل نفس عما عملت في الدنيا، وعن النعيم الذي تمتعت به. فالله تعالى يقول: {وَلَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} [التكاثر: 8]. فنسأل الله تعالى أن يوفقنا لشكر نعمه، وأن يعيننا على أداء واجباتنا، وأن يرزقنا نعيم الجنة والآخرة.