الرضا بقضاء الله
المقدمة:
الرضا بقضاء الله هو قبول ما كتبه الله تعالى لعباده من خير أو شر، مع الاعتقاد الجازم بأن الله تعالى حكيم في أفعاله وأحكامه، وأن ما كتبه لعباده هو الخير لهم، وإن لم يعلموا ذلك. والرضا بقضاء الله من صفات المؤمنين الصادقين، الذين يثقون في ربهم ويؤمنون بأن كل ما يحدث لهم هو بقضاء الله وقدره.
1. الرضا بقضاء الله في الخير:
– عندما يرزق الله تعالى عبده بنعمة من نعمه، سواء كانت نعمة دنيوية مثل المال والجاه والولد، أو نعمة أخروية مثل الإيمان والإسلام والتوفيق للطاعات، فعليه أن يرضى بذلك ويحمد الله تعالى عليها، وأن لا يطغى ولا يتكبر بها على غيره.
– ومن مظاهر الرضا بقضاء الله في الخير أن يقبل المسلم ما قسمه الله تعالى له من رزق، وأن لا يحزن ولا يغضب إذا قل رزقه، وأن يعلم أن الله تعالى هو الرزاق وأنه وحده الذي ينقص أو يزيد في الرزق.
– ومن مظاهر الرضا بقضاء الله في الخير أيضاً أن يقبل المسلم ما قسمه الله تعالى له من زوجة، وأن لا يسخط عليها إذا لم تكن على قدر تطلعاته، وأن يعلم أن الله تعالى هو الذي قدر له هذه الزوجة وأنها خير له من غيرها.
2. الرضا بقضاء الله في الشر:
– عندما يبتلي الله تعالى عبده بمصيبة أو مكروه، سواء كان ذلك مصيبة دنيوية مثل المرض أو الفقر أو فقدان عزيز، أو مصيبة أخروية مثل الوقوع في المعاصي والذنوب، فعليه أن يرضى بذلك ويصبر عليه، وأن لا يتسخط ولا يجزع منه.
– ومن مظاهر الرضا بقضاء الله في الشر أن يتحمل المسلم المرض والصبر عليه، وأن لا يشكو منه إلا إلى الله تعالى، وأن يعلم أن المرض تكفير للذنوب ورفع للدرجات.
– ومن مظاهر الرضا بقضاء الله في الشر أيضاً أن يتحمل المسلم الفقر والصبر عليه، وأن لا يسأل الناس إلحافاً، وأن يعلم أن الفقر اختبار من الله تعالى لعباده المؤمنين.
3. الحكمة من الرضا بقضاء الله:
– الرضا بقضاء الله يريح القلب ويطمئن النفس ويزيل عنها الغم والهم والحزن.
– الرضا بقضاء الله يعين المسلم على تحمل المصائب والشدائد ويساعده على تجاوزها والتغلب عليها.
– الرضا بقضاء الله يثمر الأجر والثواب من الله تعالى، فالمرضى الذين يصبرون على مرضهم مثلاً لهم أجر عظيم عند الله تعالى.
4. مراتب الرضا بقضاء الله:
– مرتبة اليقين: وهي أن يعلم المسلم علم اليقين أن كل ما يحدث له هو بقضاء الله وقدره، وأن الله تعالى حكيم في أفعاله وأحكامه، وأن ما كتبه لعباده هو الخير لهم.
– مرتبة الصبر: وهي أن يمتنع المسلم عن الشكوى والتذمر والجزع عند المصائب والشدائد، وأن يتحملها بصبر وثبات.
– مرتبة الشكر: وهي أن يحمد الله تعالى على السراء والضراء، وأن يعلم أن كل ما يحدث له هو من فضل الله ونعمته عليه.
5. الرضا بقضاء الله والتسليم له:
– التسليم لقضاء الله هو مرتبة أعلى من الرضا به، وهو أن يرضى المسلم بقضاء الله وقدره ويقبله بصدر رحب، وأن لا يتمنى أن يكون غير ما هو عليه.
– التسليم لقضاء الله يجعل المسلم في راحة نفسية واطمئنان قلب، لأنه يعلم أن كل ما يحدث له هو بقضاء الله وقدره وأن الله تعالى حكيم في أفعاله وأحكامه.
– التسليم لقضاء الله يصبر المسلم على المصائب والشدائد ويساعده على تجاوزها والتغلب عليها.
6. الرضا بقضاء الله والتوكل عليه:
– التوكل على الله هو الاعتماد عليه وحده في جلب المصالح ودفع المفاسد، مع بذل الأسباب المشروعة.
– الرضا بقضاء الله والتوكل عليه يجعل المسلم في قوة وثبات وعزيمة، لأنه يعلم أن الله تعالى هو ناصره ومعينه وهو الذي سيحقق له ما فيه الخير.
– الرضا بقضاء الله والتوكل عليه يجعل المسلم في راحة نفسية واطمئنان قلب، لأنه يعلم أن الله تعالى هو كفيله وهو الذي سيرزقه ويرعاه.
7. الرضا بقضاء الله وطلب العفو والمغفرة:
– يجب على المسلم أن يستغفر الله تعالى ويتوب إليه من ذنوبه وسيئاته، وأن يسأله العفو والمغفرة.
– طلب العفو والمغفرة من الله تعالى يجعل المسلم في راحة نفسية واطمئنان قلب، لأنه يعلم أن الله تعالى غفور رحيم وأن رحمته وسعت كل شيء.
– طلب العفو والمغفرة من الله تعالى يجعل المسلم في قوة وثبات وعزيمة، لأنه يعلم أن الله تعالى هو ناصره ومعينه وهو الذي سيغفر له ذنوبه وسيعينه على طاعته.
الخلاصة:
الرضا بقضاء الله من صفات المؤمنين الصادقين، الذين يثقون في ربهم ويؤمنون بأن كل ما يحدث لهم هو بقضاء الله وقدره. والرضا بقضاء الله يريح القلب ويطمئن النفس ويزيل عنها الغم والهم والحزن. والرضا بقضاء الله يعين المسلم على تحمل المصائب والشدائد ويساعده على تجاوزها والتغلب عليها. والرضا بقضاء الله يثمر الأجر والثواب من الله تعالى. والتسليم لقضاء الله مرتبة أعلى من الرضا به، وهو أن يرضى المسلم بقضاء الله وقدره ويقبله بصدر رحب، وأن لا يتمنى أن يكون غير ما هو عليه. والتسليم لقضاء الله يجعل المسلم في راحة نفسية واطمئنان قلب. والرضا بقضاء الله والتوكل عليه يجعل المسلم في قوة وثبات وعزيمة. والرضا بقضاء الله وطلب العفو والمغفرة يجعل المسلم في راحة نفسية واطمئنان قلب.