القبل في رمضان
المقدمة:
إن شهر رمضان المبارك هو شهر الطاعة والعبادة والإحسان، وهو شهر المغفرة والرحمة والعتق من النيران، وفيه يضاعف الله الحسنات، ويغفر السيئات، ويستجيب الدعوات، ويعتق رقاب الخلق من النار. ومن الأعمال الصالحة التي يكثر المسلمون من فعلها في هذا الشهر المبارك هي القبل، والقُبل هي جمع قبلة، وهي ما يُقبَّل به، ويمكن أن تكون قبلة اليد، أو قبلة الرأس، أو قبلة الخد، أو قبلة الجبين، أو أي جزء من الجسد.
القبلة بين الزوجين:
1. من السنة المؤكدة أن يقبل الرجل زوجته عند خروجه إلى المسجد لصلاة الجماعة، وعند عودته منها، وعند سفره وعودته، وعند دخوله وخروجه من المنزل، وعند لقائها بعد غيبة.
2. وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقبل عائشة رضي الله عنها عند خروجه إلى المسجد لصلاة الجماعة، وعند عودته منها، وعند سفره وعودته، وعند دخوله وخروجه من المنزل، وعند لقائها بعد غيبة.
3. وقد ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إذا خرج الرجل من بيته إلى المسجد تقبلته الملائكة وصلت عليه وقالت: طبت وطابت ليلتك، وأصبح في جوار الله تعالى، حتى يرجع إلى بيته”.
قبلة الأبناء:
1. إن تقبيل الأبناء من الأمور المحببة إلى الله تعالى، وقد حث عليه النبي صلى الله عليه وسلم، فقد ورد عنه أنه قال: “من قبل ولده كتب الله له حسنة، ومن مسح رأسه كتب الله له حسنة، ومن علمه حرفًا من كتاب الله كتب الله له عشر حسنات”.
2. وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إذا قبل الرجل ابنه كان له بكل قبلة درجة في الجنة”.
3. وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقبل الحسن والحسين رضي الله عنهما، ويقول لهما: “اللهم إني أحبهما فأحبهما”.
قبلة الوالدين:
1. إن تقبيل الوالدين من الأمور التي أمر الله بها في كتابه العزيز، قال تعالى: {وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} [الإسراء: 24].
2. وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على تقبيل الوالدين، فقد ورد عنه أنه قال: “من قبل والديه كتب الله له بكل قبلة ألف حسنة، ومن مسح رأسيهما كتب الله له بكل مسحة ألف حسنة، ومن صلى عليهما كتب الله له بكل صلاة ألف حسنة”.
3. وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقبل والديه ويقول لهما: “اللهم اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات”.
قبلة الأقارب:
1. من السنة المؤكدة أن يقبل المسلم أقاربه، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “تهادوا تحابوا”، وقد ثبت عنه أنه كان يقبل أقاربه.
2. وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من قبل قريبه كتب الله له حسنة، ومن مسح رأسه كتب الله له حسنة، ومن صلى عليه كتب الله له حسنة”.
3. وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقبل أعمامه وأخواله وبني عمه وبني خاله.
قبلة الأحباب:
1. من السنة المؤكدة أن يقبل المسلم أحبابه، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من صافح أخاه المسلم كتب الله له حسنة، ومن عانقه كتب الله له عشر حسنات، ومن قبله كتب الله له مائة حسنة”.
2. وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقبل أحبابه.
3. وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من قبل أخاه المسلم في الله كتب الله له بكل قبلة ألف حسنة، ومن مسح رأسه كتب الله له بكل مسحة ألف حسنة، ومن صلى عليه كتب الله له بكل صلاة ألف حسنة”.
قبلة الضيوف:
1. من السنة المؤكدة أن يقبل المسلم ضيوفه، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من أكرم ضيفه كتب الله له بكل يوم وليلة أكرمه فيه ألف حسنة”.
2. وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقبل ضيوفه.
3. وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من قبل ضيفه كتب الله له بكل قبلة ألف حسنة، ومن مسح رأسه كتب الله له بكل مسحة ألف حسنة، ومن صلى عليه كتب الله له بكل صلاة ألف حسنة”.
الخاتمة:
إن القبلة من الأمور المحببة إلى الله تعالى، وقد حث عليها النبي صلى الله عليه وسلم، فهي سبب في كتابة الحسنات ومحو السيئات، وهي سبب في دخول الجنة والنجاة من النار، وهي سبب في تقوية المحبة والألفة بين الناس، وهي سبب في نشر السلام والمودة بينهم، وهي سبب في زيادة الإيمان والتقوى في قلوبهم.