اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني
المقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني، اللهم إنك غفور رحيم، فامنن علي بمغفرتك ورحمتك، وتجاوز عن سيئاتي، واعف عن ذنوبي، فإنك أنت خير الغافرين.
اللهم إنني أتوب إليك من كل ذنب أذنبته، كبيره أو صغيره، سره أو علانيته، وأندم على ما فعلت، وأسألك التوفيق إلى التوبة النصوح التي لا عودة بعدها إلى المعصية.
اللهم إنني عبدك الضعيف الذي لا حول له ولا قوة، وأنت ربي القوي الذي بيده الأمر كله، فاكفني شر نفسي، واجعلني من عبادك الصالحين الذين لا يخشون في الحق لومة لائم.
أولا: معنى العفو:
العفو هو محو الذنب والإحسان إلى المسيء، وهو من صفات الله تعالى، وهو من أسمائه الحسنى، فهو العفو الذي يعفو عن عباده ويغفر لهم ذنوبهم، ويستر عليهم عيوبهم، ويتجاوز عن سيئاتهم.
والعفو من أجل الصفات وأفضلها، وهو من صفات الكمال والجلال، وهو من أسباب دخول الجنة، والنجاة من النار، وهو من أعظم النعم التي أنعم الله بها على عباده.
العفو هو خلق من أخلاق الأنبياء والمرسلين، وهو من أخلاق الصالحين، وهو من أخلاق المؤمنين، وهو من أخلاق الكرام، وهو من أخلاق الشجعان، وهو من أخلاق الأقوياء.
ثانيا: فضل العفو:
العفو فضيلة عظيمة، وهو من الأعمال الصالحة التي يحبها الله تعالى، وهو من أسباب محبة الناس، وهو من أسباب السعادة في الدنيا والآخرة.
العفو يجلب الخير لصاحبه، وهو يدفع عنه الشر، وهو يجعل قلبه مطمئنا، وهو يجعله محبوبا من الناس، وهو يجعله قريبا من الله تعالى.
العفو يزيد من إيمان العبد، ويزيد من تقواه، ويزيد من حسناته، ويزيد من درجاته في الجنة، وهو يكفر عن السيئات، ويحمي من الوقوع في المعاصي والذنوب.
ثالثا: أسباب العفو:
هناك أسباب كثيرة تدعو العبد إلى العفو عن المسيء، ومن هذه الأسباب:
– رحمة العبد بالمسيء، وشفقته عليه، وإشفاقه عليه، وتخفيفه عنه.
– خوف العبد من الله تعالى، وعلمه بأن الله تعالى يحب العفو، ويعفو عن عباده، ويغفر لهم ذنوبهم، ويتجاوز عن سيئاتهم.
– رغبة العبد في الثواب والأجر من الله تعالى، وعلمه بأن العفو من الأعمال الصالحة التي يحبها الله تعالى، وأنها من أسباب دخول الجنة.
رابعا: شروط العفو:
يشترط في العفو شروط، منها:
– أن يكون العفو عن المسيء خالصا لوجه الله تعالى، لا يبتغي العبد من ورائه مصلحة دنيوية، مثل المال أو الجاه أو المنصب.
– أن يكون العفو عن المسيء عاما شاملا لكل ذنوبه وسيئاته، لا يخص العبد بعضها ويترك بعضا.
– أن يكون العفو عن المسيء صادقا حقيقيا، لا يبطنه العبد في قلبه، ويظهره بلسانه فقط.
خامسا: آثار العفو:
للعفو آثار عظيمة على العبد وعلى المجتمع، ومن هذه الآثار:
– العفو يجلب الخير للعبد، ويصرف عنه الشر، ويجعل قلبه مطمئنا، ويجعله محبوبا من الناس، ويجعله قريبا من الله تعالى.
– العفو يزيد من إيمان العبد، ويزيد من تقواه، ويزيد من حسناته، ويزيد من درجاته في الجنة، وهو يكفر عن السيئات، ويحمي من الوقوع في المعاصي والذنوب.
– العفو يقوي المجتمع، ويجعله أكثر تماسكا وترابطا، ويزيد من التعاون والتكافل بين أفراده، ويجعله أكثر أمنا واستقرارا.
سادسا: قصص عن العفو:
هناك قصص كثيرة عن العفو، ومن هذه القصص:
– قصة سيدنا يوسف عليه السلام مع إخوته، حيث عفا عنهم بعد أن ظلموه وباعوه، وألقوه في البئر.
– قصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مع أهل مكة، حيث عفا عنهم بعد أن آذوه وشت