المقدمة:
كان شهر رمضان بالنسبة للسلف الصالح شهرًا مميزًا للغاية، فيه يجتهدون في العبادة والتقرب إلى الله، ويتسابقون في فعل الخيرات، ويتجنبون كل ما قد يبطل صيامهم أو ينتقص من أجره. وفي هذه المقالة، سنلقي الضوء على أحوال السلف في رمضان، وكيف كانوا يقضون هذا الشهر الفضيل.
1. الإكثار من العبادة:
كان السلف الصالح يكثرون من العبادة في رمضان، ويقضون ليلهم ونهارهم في الصلاة وقراءة القرآن والذكر والدعاء.
كانوا يصلون التراويح جماعة في المساجد، ويحرصون على إتمامها، وكان بعضهم يصليها مرتين أو ثلاث مرات في الليلة.
كانوا يختمون القرآن الكريم في رمضان عدة مرات، وكان بعضهم يختمه كل يوم أو كل ثلاثة أيام.
2. الصيام:
كان السلف الصالح يصومون رمضان كاملاً، ولا يفطرون إلا في حالات الضرورة القصوى، مثل المرض أو السفر.
كانوا يتسحرون قبل الفجر، ويفطرون عند غروب الشمس، وكانوا لا يؤخرون الفطور إلى ما بعد العشاء.
كانوا يتجنبون كل ما قد يبطل صيامهم، مثل الأكل والشرب والجماع.
3. الصدقة:
كان السلف الصالح يكثرون من الصدقات في رمضان، ويتنافسون في ذلك، وكانوا يتصدقون على الفقراء والمساكين والأيتام.
كانوا يخرجون زكاة الفطر قبل عيد الفطر، وكانوا يخرجونها عن أنفسهم وعن عيالهم وعن الخدم.
كانوا يتبرعون بالمال والطعام والملابس للمحتاجين.
4. الاعتكاف:
كان السلف الصالح يعتكفون في المساجد في رمضان، وكانوا يمكثون فيها طوال الشهر، لا يخرجون منها إلا لحاجة ضرورية.
كانوا يعتكفون في المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى وغيرها من المساجد.
كانوا يتفرغون للعبادة في الاعتكاف، ويبتعدون عن كل ما قد يشتتهم عن ذلك.
5. الإصلاح بين الناس:
كان السلف الصالح يسعون إلى الإصلاح بين الناس في رمضان، وكانوا يتدخلون لفض النزاعات وحل الخلافات.
كانوا يزورون المرضى ويسألون عن أحوالهم، ويقدمون لهم المساعدة والدعم.
كانوا يدعون إلى الصلح والتسامح بين الناس، وكانوا يحرصون على نشر المحبة والوئام بينهم.
6. قراءة القرآن:
كان السلف الصالح يكثرون من قراءة القرآن الكريم في رمضان، وكانوا يتدبرون آياته ويتفكرون في معانيها.
كانوا يختمون القرآن الكريم في رمضان عدة مرات، وكان بعضهم يختمه كل يوم أو كل ثلاثة أيام.
كانوا يتعاهدون القرآن الكريم في رمضان، ويحفظون منه ما تيسر لهم.
7. الدعاء:
كان السلف الصالح يكثرون من الدعاء في رمضان، وكانوا يدعون الله تعالى بأن يقبل صيامهم وقيامهم وأن يغفر لهم ذنوبهم وأن يرحمهم ويرزقهم الجنة.
كانوا يدعون الله تعالى لأن ينصر الإسلام والمسلمين وأن يرفع عنهم البلاء والفتن وأن يحفظهم من كيد أعدائهم.
كانوا يدعون الله تعالى لأن يوفقهم لما فيه الخير وأن ييسر عليهم أمورهم وأن يحقق لهم أمانيهم.
الخاتمة:
كان السلف الصالح قدوة لنا في العبادة والتقوى، وكان شهر رمضان بالنسبة لهم شهرًا مميزًا للغاية، فيه يجتهدون في العبادة والتقرب إلى الله، ويتسابقون في فعل الخيرات، ويتجنبون كل ما قد يبطل صيامهم أو ينتقص من أجره. علينا أن نتخذهم قدوة لنا في هذا الشهر الفضيل، وأن نسعى إلى اغتنام أيامه ولياليه في العبادة والتقرب إلى الله، حتى ننال رضاه ورحمته.