النهي عن الصيام بعد منتصف شعبان
مقدمة
شهر شعبان هو الشهر الثامن من شهور السنة الهجرية، وهو من الأشهر الفضيلة التي يستحب فيها الإكثار من العبادات والطاعات، وقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- الكثير من الأحاديث التي تحث على صيامه، إلا أنه ورد حديث واحد يمنع من صيام آخره، والهدف من وراء هذا النهي هو عدم التشويش على صيام شهر رمضان، لذا سوف نتناول في هذا المقال حكم صيام آخر شعبان، وأدلة النهي عنه، وأسباب النهي عنه.
حكم صيام آخر شعبان
اختلف الفقهاء في حكم صيام آخر شعبان، فذهب جمهور العلماء إلى كراهة صيامه، ومنهم المالكية والشافعية والحنابلة، واستدلوا على ذلك بالحديث الذي يمنع عن ذلك، وهو حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: “لا تصوموا يوم الشك، ولا يومين متتابعين إلا من شهر إلى شهر”، وقالوا إن آخر شعبان هو يوم شك، لأنه قد يكون من شهر رمضان وقد لا يكون.
وذهب الحنفية إلى جواز صيام آخر شعبان، واستدلوا على ذلك بأن النهي عن صيامه جاء منسوخًا بجواز صيام ست من شوال، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال، كان كصيام الدهر”.
أدلة النهي عن صيام آخر شعبان
ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- حديث واحد يمنع من صيام آخر شعبان، وهو حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: “لا تصوموا يوم الشك، ولا يومين متتابعين إلا من شهر إلى شهر”، وقد رواه البخاري ومسلم وغيرهما.
واستدل العلماء القائلون بكراهة صيام آخر شعبان بهذا الحديث على أن آخر شعبان هو يوم شك، لأنه قد يكون من شهر رمضان وقد لا يكون، ولذا كرهوا صيامه.
أسباب النهي عن صيام آخر شعبان
هناك عدة أسباب أدت إلى النهي عن صيام آخر شعبان، منها:
إدخال الشك على الناس، حيث أن آخر شعبان قد يكون من شهر رمضان وقد لا يكون، فإذا صامه المسلم فقد يكون قد صام من رمضان وهو لا يعلم.
التشويش على صيام شهر رمضان، حيث أن صيام آخر شعبان قد يؤدي إلى ضعف المسلم عن صيام شهر رمضان، خاصة إذا كان صيامه متتابعًا مع صيام رمضان.
عدم وجود دليل على استحباب صيام آخر شعبان، فلم يرد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أي حديث يحث على صيامه، بل ورد حديث واحد يمنع من صيامه.
فضل صيام شهر شعبان
على الرغم من النهي عن صيام آخر شعبان، إلا أن شهر شعبان من الأشهر الفضيلة التي يستحب فيها الإكثار من العبادات والطاعات، وقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- الكثير من الأحاديث التي تحث على صيامه، ومن هذه الأحاديث:
حديث أبي سلمة -رضي الله عنه- قال: “كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصوم شعبان إلا قليلاً”.
حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: “ما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- استكمل صيام شهر قط إلا شعبان”.
صيام ست من شوال
ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- حديث يبين فضل صيام ست من شوال، وهو حديث أبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- قال: “من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال، كان كصيام الدهر”.
واستدل العلماء القائلون بجواز صيام آخر شعبان بهذا الحديث على أن النهي عن صيامه جاء منسوخًا بجواز صيام ست من شوال.
خاتمة
نخلص مما سبق أن جمهور العلماء على كراهة صيام آخر شعبان، وأن الهدف من وراء هذا النهي هو عدم التشويش على صيام شهر رمضان، وأن شهر شعبان هو من الأشهر الفضيلة التي يستحب فيها الإكثار من العبادات والطاعات، وأن صيام ست من شوال يكفر ذنوب السنة.