ايات عن الحمد

المقدمة:

الحمد لله، وحدة العظيم الشأن، القدير الرباني، المنفرد الجبار، الواحد القهار، ذا الجلال والإكرام، أول لا بداية لوجوده، وآخر لا نهاية لعظمته، الرحمن الرحيم، العليم الحكيم، الغفور الرحيم، أرسل الرسل بالحق، وأنزل الكتب بالصدق، وأعلى الأنبياء على سائر الخلق، فمن عمل صالحًا فلنفسه، ومن أساء فعليها.

أولاً: معنى الحمد في اللغة:

– الحمدُ: الثناء على المحمود بذكر محاسنه، والثناءُ على الله شكراً لنعمتِه، والحمدُ لله: الشكر والثناء عليه.

– الحمدُ: مصدرٌ حَمِدَ، وحَمِد اسمُ فاعلٍ من الحمد، وعكسه الذم.

– الحمدُ: مقابل القدحِ، أو هو إظهارُ صفاتِ المحمود، والحمدُ يكونُ بالكلام، أو بمُوافقة المقولِ بالفعل، والحمد لله يكون بالقول، وبالعمل.

ثانيًا: مراتب الحمد:

1- أولُ مراتب الحمد: حمدُ العبدِ لربه على إنعامه عليه بالذاتِ، وسلامة الأعضاء، وجمال الصورة، وطيب المذاق، وسائر النعم التي لا تحصى.

2- ثاني مراتب الحمد: حمدُ العبدِ لربِّه على ما وهبه من العلوم والمعارف، وما أنعم به عليه من العباداتِ والطاعاتِ التي يسعد بها في الدارين، والنجاة من الكفرِ والمعاصي.

3- ثالث مراتب الحمد: حمدُ العبد لربه على كل ما يقدره عليه، من الخير والشر، والرزق والفقر، والصحة والمرض، فكل ما يأتي من الله من خير فهو محمودٌ عليه، وما يأتي منه من شر فإنه محكومٌ عليه بالحكمة.

ثالثًا: فضل الحمد لله:

1- الحمد لله سبب لزيادة النعم، ودفع النقم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من قال حين يصبح: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، عشر مرات لم يضره شيء حتى يمسي، ومن قال حين يمسي: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، عشر مرات لم يضره شيء حتى يصبح”.

2- الحمد لله سبب لمحبة الله تعالى، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “أحب العباد إلى الله أشكرهم، وأبغض العباد إلى الله أكفرهم”.

3- الحمد لله سبب لدخول الجنة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر”.

رابعًا: صور الحمد لله:

1- الحمد لله باللسان: وهو أن يثني العبد على ربه بذكر محاسنه وصفاته الكريمة، كقوله: الحمد لله، الحمد لله رب العالمين، الحمد لله على كل حال.

2- الحمد لله بالقلب: وهو أن يتذوق العبد حلاوة نعمة الله، ويشعر بفضله وإحسانه، فيحب الله ويشكره في قلبه، وإن لم يحمده بلسانه.

3- الحمد لله بالعمل: وهو أن يعمل العبد بما أمر الله به، وينتهي عما نهاه عنه، ويسعى في مرضاة الله، ويبتغي ثوابه، فهذا هو الحمد لله الكامل.

خامسًا: مواطن الحمد لله:

1- عند حصول النعم: سواء كانت نعمًا ظاهرة أو نعمًا باطنة، فإن العبد يحمد الله على ما وهبه من نعم، وي شكره على فضله وإحسانه.

2- عند دفع النقم: سواء كانت نقمًا ظاهرة أو ن قمًا باطنة، فإن العبد يحمد الله على ما دفعه عنه من شر، ويشكره على لطفه ورحمته.

3- في جميع الأحوال: سواء كانت الأحوال سيئة أو جيدة، فإن العبد يحمد الله على كل حال، فالحمد لله على السراء والضراء، والحمد لله في الغنى والفقر، والحمد لله في الصحة والمرض.

سادسًا: آداب الحمد لله:

1- الإخلاص في الحمد: أن يقصد العبد بعمله وجه الله تعالى فقط، ولا يطلب من ورائه ثناء الناس أو مدحهم.

2- المبالغة في الحمد: أن يكثر العبد من الثناء على الله بذكر محاسنه وصفاته الكريمة، وأن لا يقصر في حقه.

3- الاستمرار على الحمد: أن يجعل العبد الحمد لله دأبه وديدنه، ولا يتركه في حال من الأحوال.

سابعًا: الخاتمة:

الحمد لله على ما أنعم علينا من نعم لا تحصى ولا تعد، الحمد لله على الإسلام والقرآن والإيمان، الحمد لله على الهداية والتوفيق، الحمد لله على كل حال، نسأل الله تعالى أن يزيدنا حمدًا وشكراً حتى نلقاه وهو راضٍ عنا، والحمد لله رب العالمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *