المقدمة:
الأمانة في العمل هي إحدى أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها كل مسلم في عمله، وهي تعني أن يؤدي المسلم عمله على أكمل وجه، وأن يكون أمينًا على كل ما يُسند إليه من مسؤوليات، وأن يحافظ على أسرار العمل، وأن يكون صادقًا مع زملائه ورؤسائه، وأن يتجنب الغش والخداع والكذب.
الحرص على الجودة والإتقان في العمل:
1. يقول الله تعالى: {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى} [الأنعام: 152].
2. الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه”. رواه البخاري.
3. يقول الإمام علي رضي الله عنه: “الإتقان في العمل هو مفتاح النجاح”.
الأمانة في حفظ أسرار العمل:
1. يقول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُوصِيكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} [النساء: 58].
2. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “من حفظ سرًا زكاه الله”. رواه الترمذي.
3. يقول الإمام الشافعي رحمه الله: “من لا يحفظ سرًا فلا يُوثق به”.
الصدق مع الزملاء والرؤساء:
1. يقول الله تعالى: {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء: 36].
2. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، والبر يهدي إلى الجنة”. رواه مسلم.
3. يقول الإمام الغزالي رحمه الله: “الصدق هو أساس التعامل بين الناس، ومن لا يصدق فلا يؤتمن”.
الابتعاد عن الغش والخداع والكذب:
1. يقول الله تعالى: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ} [المطففين: 1-3].
2. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “من غش فليس منا”. رواه مسلم.
3. يقول الإمام ابن حزم رحمه الله: “الغش والكذب من أخلاق المنافقين، ومن يتصف بهما فلا يُؤتمن على شيء”.
الالتزام بمواعيد العمل:
1. يقول الله تعالى: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا} [النحل: 91].
2. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “المسلمون عند شروطهم”. رواه أبو داود.
3. يقول الإمام ابن تيمية رحمه الله: “الالتزام بمواعيد العمل من علامات الإيمان، ومن لا يلتزم بمواعيده فلا يُؤتمن على شيء”.
تحمل المسؤولية ومواجهة التحديات:
1. يقول الله تعالى: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} [الأحزاب: 72].
2. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “كل راع مسؤول عن رعيته”. رواه البخاري.
3. يقول الإمام علي رضي الله عنه: “من لم يتحمل مسؤولية عمله فلا يصلح للعمل”.
الخلاصة:
الأمانة في العمل هي من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها كل مسلم في عمله، وهي تعني أن يؤدي المسلم عمله على أكمل وجه، وأن يكون أمينًا على كل ما يُسند إليه من مسؤوليات، وأن يحافظ على أسرار العمل، وأن يكون صادقًا مع زملائه ورؤسائه، وأن يتجنب الغش والخداع والكذب. والأمانة في العمل هي من أسباب النجاح والتوفيق في الدنيا والآخرة، وهي من علامات الإيمان، ومن يتصف بها يجزيه الله خير الجزاء.