أبيات شعر عن حكم القدر

أبيات شعر عن حكم القدر

مقدمة

إن القدر هو حقيقة لا ريب فيها، وهو مشيئة الله تعالى في خلقه، وهو شامل لكل شيء في الكون، سواء كان كبيراً أم صغيراً، وهو مكتوب في اللوح المحفوظ قبل خلق الكون، ولا يمكن لأحد أن يغيره أو يتفاداه.

وقد وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة العديد من الآيات والأحاديث التي تدل على حقيقة القدر، منها قوله تعالى: {قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون}، وقوله صلى الله عليه وسلم: “إن كل شيء بقدر، حتى الخطوة يخطوها العبد يكتبها الله له”.

وقد اختلف الناس في مسألة القدر إلى فريقين رئيسيين:

> – الفريق الأول: هو القدرية، وهم الذين يقولون إن الإنسان حر في أفعاله، وأن القدر لا تأثير له عليها.

> – الفريق الثاني: هو الجبرية، وهم الذين يقولون إن الإنسان مسير لا مخير، وأن أفعاله مقدّرة عليه من قبل الله تعالى.

والحق أن القول الصحيح في مسألة القدر هو قول أهل السنة والجماعة، وهو أن الإنسان مسؤول عن أفعاله، وأن القدر لا يجبره على فعل شيء، ولكنه يهيئ له أسباب الفعل ويخلق فيه القدرة عليه، والإنسان هو الذي يختار أن يفعل الخير أو الشر.

حكم القدر في الشريعة الإسلامية

حكم القدر في الشريعة الإسلامية هو أنه من الإيمان بالله تعالى، ومن ينكر القدر فقد كفر بالله تعالى، ودليل ذلك قوله تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ}، وقال صلى الله عليه وسلم: “من أنكر القدر فليس منا”.

وقدر الله تعالى لا ينافي إرادة الإنسان واختياره، فالإنسان مسؤول عن أفعاله، وهو الذي يختار أن يفعل الخير أو الشر، والقدر لا يجبره على فعل شيء، ولكنه يهيئ له أسباب الفعل ويخلق فيه القدرة عليه.

حكم من قدر وقال بالتفصيل

من قال بالقدر وقال بالتفصيل، أي أنه قال إن الله تعالى قدر الخير والشر، فهذا القول كفر بالله تعالى، ودليل ذلك قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ}، وقال صلى الله عليه وسلم: “من قال إن الله قدر الشر فقد كفر”.

وقدر الله تعالى لا ينافي حكمته وعدله، فالله تعالى حكيم لا يفعل شيئاً عبثاً، وعدل لا يظلم أحداً، والشر الذي يحصل في الكون هو إما شر حقيقي، وإما شر موهوم، والشر الحقيقي هو ما نهى الله تعالى عنه، والشر الموهوم هو ما ظنه الناس شراً وهو في الحقيقة خير.

القضاء والقدر في القرآن الكريم والسنة النبوية

ورد ذكر القضاء والقدر في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة في كثير من المواضع، منها قوله تعالى: {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى}، وقوله صلى الله عليه وسلم: “واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً”.

وثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “لا يموت عبد حتى يستوفي رزقه وأجله، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب”، وقال صلى الله عليه وسلم: “إن الله تعالى كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة”.

وأجمع أهل السنة والجماعة على أن الإيمان بالقضاء والقدر من أركان الإيمان بالله تعالى، وأن من جحد القضاء والقدر فقد كفر بالله تعالى.

الحكمة من شرع القضاء والقدر

شرع الله تعالى القضاء والقدر لعدة حِكَم، منها:

> – الامتحان: يمتحن الله تعالى عباده بالقضاء والقدر، ليظهر صبرهم وتوكلهم عليه.

> – التذكير: يذكر الله تعالى عباده بالقضاء والقدر، ليتذكروا أنهم ضعفاء لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً.

> – التربية: يؤدب الله تعالى عباده بالقضاء والقدر، ليربيهم على الصبر والرضا والتوكل عليه.

> – العدل: يقيم الله تعالى العدل بين عباده بالقضاء والقدر، فيعطي كل عبد ما يستحقه.

القدر خفي

القدر خفي لا يعلمه إلا الله تعالى، ولا يجوز لأحد أن يتكلم فيه إلا بما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ومن ادعى أنه يعلم القدر فقد كذب على الله تعالى، ودليل ذلك قوله تعالى: {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ}، وقال صلى الله عليه وسلم: “لا تكلموا في القدر فإنكم لن تقدروا عليه”.

ويجب على المسلم أن يؤمن بالقدر خيره وشره، ويترك التفصيل فيه إلى الله تعالى، وأن يرضى بقضاء الله تعالى وقدره، وأن يحمده على نعمه، ويستغفره على ذنوبه.

الرضا بالقضاء والقدر

الرضا بالقضاء والقدر هو من صفات المؤمنين الصادقين، وهو من أهم أسباب السعادة في الدنيا والآخرة، ومن علامات الرضا بالقضاء والقدر:

> – الصبر: يصبر المؤمن على ما يصيبه من مصائب ومحن، ولا يتسخط على الله تعالى.

> – الشكر: يشكر المؤمن الله تعالى على نعمه، ويحمد

أضف تعليق