حديث قدسي عن الرضا بالقضاء والقدر

حديث قدسي عن الرضا بالقضاء والقدر

مقدمة

إنّ الحديث القدسي هو كلامٌ من الله تعالى أُوحي إلى أحد أنبيائه أو رسله، دون أن يكون من القرآن الكريم، ويكون الحديث القدسي متضمناً لأحكام شرعية أو مواعظ أو قصص، وقد ورد في حديثٍ قدسيٍّ عن الرضا بالقضاء والقدر: “يا عبادي، إني قد قسمْتُ بينكم أرزاقكم وآجالكم، فلا يتمنّى أحدكم رزق أخيه ولا أجلَهُ، فإنّما ذلك بيدي، أقسمه بينكم كيف أشاءُ”.

1. تعريف الرضا بالقضاء والقدر

الرضا بالقضاء والقدر هو التسليم لحكم الله تعالى وقدره، والقبول بهما عن طواعية واختيار، دون تذمر أو شكوى، والرضا بالقضاء والقدر من صفات المؤمنين الصادقين، الذين يوقنون بأنّ الله تعالى هو الحكيم العليم، وأنّ كل ما يقدره لهم فيه خيرٌ لهم، وإن لم يدركوا ذلك في الحال.

2. فضل الرضا بالقضاء والقدر

وردت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تحث على الرضا بالقضاء والقدر، وتبين فضله العظيم، ومن ذلك ما رواه الإمام أحمد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من رضي عن الله تعالى بقضائه، رضي الله عنه برضوانه”.

3. أسباب الرضا بالقضاء والقدر

هناك العديد من الأسباب التي تدعو المسلم إلى الرضا بالقضاء والقدر، ومن أهمها:

– الإيمان بأنّ الله تعالى هو الحكيم العليم، وأنه لا يقضي إلا بما فيه خيرٌ لعباده، وإن لم يدركوا ذلك في الحال.

– اليقين بأنّ كل ما يصيب المسلم من خير أو شر فهو من الله تعالى، وأنه لا يصيب العبد إلا ما كتبه الله له.

– التذكر بأنّ الحياة الدنيا دار ابتلاء واختبار، وأنّ المصائب والابتلاءات هي وسيلة من وسائل الله تعالى لرفع درجات المؤمنين وامتحان صبرهم.

4. ثمار الرضا بالقضاء والقدر

الرضا بالقضاء والقدر له العديد من الثمار الطيبة، ومن أهمها:

– صفاء القلب وطمأنينته، فالمؤمن الراضي بقضاء الله تعالى وقدره لا يشعر بالقلق أو الحزن أو اليأس، لأنه يعلم أنّ الله تعالى هو الحكيم العليم، وأنه لا يقضي إلا بما فيه خيرٌ له.

– رضا الله تعالى عن العبد، فالمؤمن الراضي بقضاء الله تعالى وقدره يرضى الله تعالى عنه، ويدخله جناته.

– الأجر العظيم عند الله تعالى، فالمؤمن الراضي بقضاء الله تعالى وقدره يكتب له الله تعالى أجراً عظيماً.

5. كيف نتحقق الرضا بالقضاء والقدر؟

هناك العديد من الخطوات التي يمكن للمسلم اتباعها لتحقيق الرضا بالقضاء والقدر، ومن أهمها:

– الإيمان بأنّ الله تعالى هو الحكيم العليم، وأنه لا يقضي إلا بما فيه خيرٌ لعباده، وإن لم يدركوا ذلك في الحال.

– اليقين بأنّ كل ما يصيب المسلم من خير أو شر فهو من الله تعالى، وأنه لا يصيب العبد إلا ما كتبه الله له.

– التذكر بأنّ الحياة الدنيا دار ابتلاء واختبار، وأنّ المصائب والابتلاءات هي وسيلة من وسائل الله تعالى لرفع درجات المؤمنين وامتحان صبرهم.

– الدعاء إلى الله تعالى بأن يرضينا بقضائه وقدره، وأن يعيننا على الصبر والتحمل.

6. قصص عن الرضا بالقضاء والقدر

هناك العديد من القصص التي تحكي عن رضا المؤمنين بقضاء الله تعالى وقدره، ومن أشهر هذه القصص قصة سيدنا أيوب عليه السلام، فقد ابتلاه الله تعالى بمرضٍ شديد، فصبر عليه وتحمل، حتى شفاه الله تعالى، ورزقه بأضعاف ما كان عنده.

7. الرضا بالقضاء والقدر في الإسلام

الرضا بالقضاء والقدر من أهم العقائد الإسلامية، وله منزلة كبيرة في الإسلام، وقد أمر الله تعالى المسلمين بالرضا بقضائه وقدره، فقال تعالى: “فإذا قضى الأمر فلا تستعجلوا، إنّه بما تعملون بصير”.

الخاتمة

إنّ الرضا بالقضاء والقدر من أهم صفات المؤمنين الصادقين، الذين يوقنون بأنّ الله تعالى هو الحكيم العليم، وأنّ كل ما يقدره لهم فيه خيرٌ لهم، وإن لم يدركوا ذلك في الحال، والرضا بالقضاء والقدر له فضلٌ عظيم، وثمار طيبة، ويمكن للمسلم تحقيقه باتباع بعض الخطوات التي من شأنها أن تساعده على ذلك.

أضف تعليق