أحاديث عن الغش

أحاديث عن الغش

المقدمة:

الغش هو أحد أكثر السلوكيات الأخلاقية السلبية شيوعًا في عالم الأعمال اليوم. لكنه ليس مقتصرًا على عالم الأعمال فحسب، بل يوجد أيضًا في جميع مناحي الحياة. الغش هو فعل غير أخلاقي وغير عادل، وينتج عنه أضرار كثيرة للأفراد والمجتمع ككل. وفي الإسلام، حثنا الرسول صلى الله عليه وسلم على الأمانة والصدق، والابتعاد عن الغش والكذب. وفي هذا المقال، سنذكر بعض الأحاديث النبوية التي تحذر من الغش، وتبين عقوبته في الدنيا والآخرة.

النهي عن الغش في البيع والشراء:

نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن الغش في البيع والشراء، وقال: “المسلم أخو المسلم، فلا يظلمه ولا يكذبه ولا يحقره. التقوى ها هنا – وأشار إلى صدره – بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم. كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه”.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من غشنا فليس منا”.

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من ابتاع شيئًا فوجد به عيبًا، فليرده على صاحبه، وليقل: إني اشتريت منك هذا الشيء، فوجدت به عيبًا، فرد علي ثمنه”.

تحريم الغش في الموازين والمكاييل:

نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن الغش في الموازين والمكاييل، ولعن من يفعل ذلك.

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم “الذي يبخس الناس أشياءهم”.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يا معشر التجار، اتقوا الله، وأجملوا في البيع، ولا تلقوا الناس بما يكرهون، ولا تحتكروا الأسعار بينكم، ولا يتناجش اثنان على سلعة حتى يبتاعها أحدهما، ولا يبع بيعًا حتى يحوز صاحبه بيعه، ولا يبع عبد سلعة وهو غائب عنها، ولا يغر بعضكم بعضا”.

تحريم الغش في الصناعات والمهن:

نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن الغش في الصناعات والمهن، وحث على الإتقان والصدق.

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه”.

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الغش من الكفر”.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يغش بعضكم بعضًا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، ولا ينازع بعضكم بعضًا، ولا يحسد بعضكم بعضًا، وكونوا عباد الله إخوانًا”.

تحريم الغش في القول والفعل:

نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن الغش في القول والفعل، وحث على الصدق والأمانة.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “علامة المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان”.

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من حاد عن الإسلام قيد شبر، فقد برئ منه ذمته وماله”.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يزال المرء في فسحة من دينه ما لم يصب دماءً أو أعراضًا”.

عقوبة الغش في الدنيا والآخرة:

توعّد الرسول صلى الله عليه وسلم المغشوشين بعقوبة شديدة في الدنيا والآخرة.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من غشنا فليس منا”.

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الغش من الكفر، والكفر في النار”.

وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يدخل الجنة من غش مسلمًا في كيل أو وزن”.

القصص والأمثلة على الغش:

ورد في السنة النبوية العديد من القصص والأمثلة التي تحذر من الغش، وتبين عقوبته في الدنيا والآخرة.

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إني أشتري الطعام فأبيعه بالزيادة، فقال: “لا تبع ما ليس عندك”.

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إني أشتري الطعام وأبيعه بالربا، فقال له: “لا تفعل”.

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إني أشتري الطعام وأبيعه وأخوض فيه بالربا، فقال له: “لا تفعل”.

الخلاصة:

الغش هو سلوك غير أخلاقي وغير عادل، وينتج عنه أضرار كثيرة للأفراد والمجتمع ككل. في الإسلام، حثنا الرسول صلى الله عليه وسلم على الأمانة والصدق، والابتعاد عن الغش والكذب. ونهى عن الغش في البيع والشراء، وفي الموازين والمكاييل، وفي الصناعات والمهن، وفي القول والفعل. وتوعّد المغشوشين بعقوبة شديدة في الدنيا والآخرة. ورد في السنة النبوية العديد من القصص والأمثلة التي تحذر من الغش، وتبين عقوبته في الدنيا والآخرة. لذلك، يجب علينا جميعًا أن نبتعد عن الغش، وأن نتحلى بالأمانة والصدق في جميع تعاملاتنا.

أضف تعليق