أحاديث عن حقارة الدنيا

أحاديث عن حقارة الدنيا

المقدمة:

الحياة الدنيا دارٌ فانية، لا تدوم ولا تُبقى، وهي متاعٌ غرورٌ، لا يساوي عند الله جناح بعوضة، وقد حثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على عدم إيثارها على الآخرة، والزهد فيها، والاقتصار على قوتٍ منها يكفينا. وفي هذا المقال، نستعرضُ بعض الأحاديث النبوية التي تحث على حقارة الدنيا وأهمية الزهد فيها.

1. الدنيا متاعٌ غرور:

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “ما الدنيا في الآخرة إلا كما يجعل أحدكم أصبعه في اليم، فلينظر بم يرجع”. (رواه مسلم)

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه، وعالم أو متعلم”. (رواه الترمذي)

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها، فناظر كيف تعملون”. (رواه مسلم)

2. حقارة الدنيا عند الله:

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “لو كانت الدُنيا تعدل عند الله جناح بعوضة، ما سقى الكافر منها شربة ماء”. (رواه الترمذي)

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “ما الدنيا عند الله إلا بمنزلة جناح بعوضة، قتله، ثم ألقاه في البحر، فانظر أي شيء يفعل به؟”. (رواه الترمذي)

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “لو وضعتم الدنيا في كفة ميزان، ووضعت الجنة في الكفة الأخرى، ما رجحت الجنة على الدنيا”. (رواه الترمذي)

3. الزهد في الدنيا:

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “كونوا زاهدين في الدنيا، فإنها خداعة غرارة”. (رواه أحمد)

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “ليس الغنى عن كثرة العرض، إنما الغنى غنى النفس”. (رواه البخاري)

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “من زهد في الدنيا، هون عليه آخرتُه، ومن آثر الآخرة، هانت عليه الدنيا”. (رواه الترمذي)

4. ترك التنافس في الدنيا:

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تقاطعوا، وكونوا عباد الله إخوانًا، ولا يَحِلُّ لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليالٍ، يلتقيان، فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام”. (رواه البخاري ومسلم)

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “لا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانًا”. (رواه مسلم)

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إياكم والتنافس، فإن التنافس يُفسد ذات البين، ويهلك الضغائن”. (رواه أحمد)

5. قصر الأمل في الدنيا:

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “مَنْ أَصْبَحَ وَهَمُّهُ الدُّنْيَا فَأَوْجَبَ لَهُ الرِّزْقَ وَهُوَ لِمَا فِي غَدٍ وَاجِفٌ، لَمْ يَأْتِهِ مِنَ الآخِرَةِ إِلَّا مَا قَدَّرَ اللَّهُ لَهُ، وَمَنْ أَصْبَحَ وَهَمُّهُ الآخِرَةَ فَأَوْجَبَ لَهُ الرِّزْقَ وَهُوَ لِمَا فِي غَدٍ آَمِنٌ، أَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهْيَ تَحْبُو إِلَيْه”. (رواه أحمد)

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “ألا لا تتمنَّوْا لقاءَ العدوِّ، فإنَّكم لا تدرونَ أَيُّها يكونُ أشدُّ عليكم، فادعوا اللهَ أن يُعافِيَكم” (رواه مسلم)

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “لا تَكُنْ مِنَ الَّذِينَ يَئَسُونَ مِنْ رَحمَةِ اللَّهِ، فإنَّ رَحمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ المُحْسِنينَ” (رواه الترمذي)

6. عدم الخوف من الفقر في سبيل الله:

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “اللهم إني أعوذ بك من الفقر، والقلة، والذلة، وعذاب القبر”. (رواه أبو داود)

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “من خرج في سبيل الله، كان ضيفًا على الله، حتى يرجع”. (رواه البخاري)

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “من أنفق نفقةً في سبيل الله، أنفق الله عليه أضعافًا مضاعفة”. (رواه البخاري)

7. تحذير من حب الدنيا:

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “حُبُّ الدُّنْيَا رَأْسُ كُلِّ خَطِيئَةٍ”. (رواه ابن ماجه)

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “مَنْ أَرَادَ الدُّنْيَا فَعَلَيْهِ بِالآخِرَةِ، وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ فَعَلَيْهِ بِالدُّنْيَا، فَإِنَّهُمَا مَتْرَفَانِ”. (رواه أحمد)

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “الدُّنْيَا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ”. (رواه مسلم)

الخلاصة:

إن أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن حقارة الدنيا تدل على أنه -تعالى- لا يرضاها لعباده، وأنها دارٌ فانية لا تدوم، وأنها لا تساوي عند الله جناح بعوضة. لذا، يجب علينا أن نزهد فيها، ونقتصر على قوتٍ منها يكفينا، وأن نضع نصب أعيننا الآخرة، ونسعى إليها جاهدين، فإنها هي الدار الباقية.

أضف تعليق