احاديث عن الموت

احاديث عن الموت

مقدمة:

الموت هو الحقيقة المؤكدة التي لا مفر منها في حياة كل إنسان، وهو انتقال الروح من الجسد إلى عالم آخر، وفي الإسلام يعتبر الموت انتقالاً من دار الفناء إلى دار البقاء، ولهذا اهتمت الشريعة الإسلامية بالموت وآدابه وأحواله، ووردت أحاديث كثيرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- تتحدث عن الموت وتصفه وتبين حكمته وفوائده.

1. تعريف الموت في الإسلام.

الموت في الإسلام هو انتقال الروح من الجسد، وهو فراق الروح عن البدن، وهو انتقال من دار الدنيا إلى دار الآخرة.

الموت قدر محتوم لا مفر منه، وهو مكتوب على كل إنسان، قال تعالى: (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ) [الزمر: 30].

الموت ليس نهاية الحياة، بل هو انتقال إلى عالم آخر، قال تعالى: (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) [آل عمران: 169].

2. حكمة الموت في الإسلام.

الموت حكمة إلهية بالغة، وهو من سنن الله في خلقه، قال تعالى: (وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا) [سبأ: 2].

الموت وسيلة لانتقال الإنسان من دار الدنيا الفانية إلى دار الآخرة الباقية، قال تعالى: (إِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) [العنكبوت: 64].

الموت وسيلة لتمحيص أعمال الإنسان وتنقيته من الذنوب والخطايا، قال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) [البقرة: 155].

3. علامات الموت في الإسلام.

توقف القلب عن النبض، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له” [رواه مسلم].

برد الأطراف، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إذا بردت قدما ابن آدم فقد قضى نحبه” [رواه الترمذي].

انقطاع النفس، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إذا قبضت نفس المؤمن خرجت روحه كأطيب ريح المسك، وإذا قبضت نفس الكافر خرجت روحه كأنتن ريح الجيفة” [رواه ابن ماجه].

4. آداب الموت في الإسلام.

الإخلاص لله تعالى، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “من مات على لا إله إلا الله دخل الجنة” [رواه مسلم].

أداء الشهادة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “من مات على الشهادة دخل الجنة” [رواه البخاري].

تلاوة القرآن الكريم، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه” [رواه مسلم].

5. أحوال الموت في الإسلام.

الموتة السهلة، وهي التي يسهلها الله تعالى على عبده، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “الموت راحة للمؤمن” [رواه الترمذي].

الموتة الشاقة، وهي التي يشقها الله تعالى على عبده، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “الموت كفارة لكل مسلم” [رواه أحمد].

الموتة الفجائية، وهي التي تأتي بغتة دون سابق إنذار، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “الموت غاشية” [رواه مسلم].

6. حكم الموت في الإسلام.

الموت حق على كل إنسان، قال تعالى: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ) [الرحمن: 26].

الموت نهاية الحياة الدنيا وبداية الحياة الآخرة، قال تعالى: (وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) [العنكبوت: 64].

الموت باب من أبواب الجنة أو النار، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “الموت جسر يوصل المؤمن من الدنيا إلى الجنة، وهو جسر يوصل الكافر من الدنيا إلى النار” [رواه ابن ماجه].

7. الاستعداد للموت في الإسلام.

الإكثار من ذكر الموت، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “أكثروا من ذكر هادم اللذات” [رواه الترمذي].

الإكثار من التوبة والاستغفار، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “توبوا إلى الله فإن الموت يأتي بغتة” [رواه الترمذي].

الإكثار من الأعمال الصالحة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه” [رواه البخاري].

الخلاصة:

وختامًا، فإن الموت هو حقيقة واقعة لا مفر منها، وهو انتقال من دار الفناء إلى دار البقاء، وقد وردت أحاديث كثيرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- تتحدث عن الموت وتصفه وتبين حكمته وفوائده، ومما سبق يتبين لنا أن الموت حق على كل إنسان، وأن الاستعداد للموت يكون بالإكثار من ذكر الموت والتوبة والاستغفار والإكثار من الأعمال الصالحة.

أضف تعليق