اسم الصحابي الذي ورد اسمه صريحا في القران

اسم الصحابي الذي ورد اسمه صريحا في القران

مقدمة

القرآن الكريم هو كلام الله تعالى الذي أنزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وهو متواتر بين المسلمين، نزل بلسان عربي مُبين على قلب محمد صلى الله عليه وسلم، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز العديد من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، إما بالتصريح باسمهم أو بالتعريض لهم بذكر صفاتهم أو مواقفهم، ومن بين الصحابة ممن ورد اسمه صراحةً في القرآن الكريم الصحابي الجليل زيد بن حارثة رضي الله عنه، وسنتناول في هذا المقال تفاصيل ورود اسمه في القرآن الكريم.

القرآن الكريم يخلد اسم زيد بن حارثة

ورد اسم الصحابي الجليل زيد بن حارثة رضي الله عنه صراحةً في القرآن الكريم في موضعين، الأول في سورة الأحزاب، والثاني في سورة التوبة، وفي كلا الموضعين ورد اسمه في سياق الحديث عن تحريم التبني، حيث أمر الله سبحانه وتعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بأن ينادي زيدًا باسم أبيه حارثة، وأن يعتبره ابنه لا ابنا بالتبني، فقال سبحانه وتعالى: ﴿ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [الأحزاب: 5].

زواج زيد بن حارثة من زينب بنت جحش

كما ورد اسم زيد بن حارثة رضي الله عنه في القرآن الكريم في سورة التوبة، في سياق الحديث عن زواجه من زينب بنت جحش رضي الله عنها، عندما أمر الله سبحانه وتعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بأن يتزوج زينب بعد أن طلقها زيد، فقال سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا﴾ [التوبة: 38].

زواج الرسول من زينب

كان زواج النبي صلى الله عليه وسلم من زينب بنت جحش رضي الله عنها خطوة جريئة ومهمة في تاريخ الإسلام، فقد أبطل حكم التبني الجاهلي الذي كان سائداً في ذلك الوقت، كما أظهر أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يخشى الناس في الحق، وأنه مستعد لفعل ما أمره الله به، حتى وإن كان ذلك مخالفاً لتقاليد الناس وعاداتهم.

نسب الصحابي زيد بن حارثة

الصحابي الجليل زيد بن حارثة بن شراحيل بن كعب من بني كلب بن وبرة، وكان حليفًا لبني عبد مناف بن قصي، وذلك قبل أن ينتقل إلى دار النبي صلى الله عليه وسلم ويتخذه ابناً له، وقد ولد زيد قبل الهجرة النبوية بخمسة أعوام، وكان مولىً للنبي صلى الله عليه وسلم، ومحمدٌ صلى الله عليه وسلم هو الذي ربيه وأعتقه، وكان من أهل المدينة المنورة، وهو من السابقين إلى الإسلام، وقد شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزواته كلها إلا غزوة بدر، وكان قائدًا لسرية ذات الرقاع، وأحد قادة غزوة مؤتة، واستشهد فيها عام 8 للهجرة.

فضائل الصحابي زيد بن حارثة

كان الصحابي الجليل زيد بن حارثة رضي الله عنه من فضلاء الصحابة، ومن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم المقربين، وقد كان معروفًا بشجاعته وإقدامه، وكان محبًا لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وكان من أهل الجنة، وقد مدحه الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز، فقال سبحانه وتعالى: ﴿وَاذْكُرْ عَبْدَنَا زَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِي مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا﴾ [مريم: 3-6].

من مواقف زيد بن حارثة رضي الله عنه

كان للصحابي الجليل زيد بن حارثة رضي الله عنه مواقف مشهودة في الإسلام، ومن أهمها موقفه في غزوة مؤتة، حيث كان قائدًا للمسلمين، وقد استشهد في تلك الغزوة، وكان عمره آنذاك أربعًا وثلاثين عامًا، وموقفه في سرية ذات الرقاع، حيث كان قائدًا للمسلمين أيضًا، وقد نجح في مهمته وقتل عددًا كبيرًا من المشركين، وموقفه في غزوة حنين، حيث كان من الذين صبروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مواجهة المشركين.

وفاة زيد بن حارثة رضي الله عنه

استشهد الصحابي الجليل زيد بن حارثة رضي الله عنه في غزوة مؤتة عام 8 للهجرة، عن عمر يناهز أربعًا وثلاثين عامًا، وقد كان استشهاده خسارة كبيرة على المسلمين، وقد حزن عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حزنًا شديدًا، وقال عنه: “زيد، عم رسول الله، وأخوه، وطليعة الناس إلى الجنة”، وقد دفن في مؤتة مع الصحابة الآخرين الذين استشهدوا في تلك الغزوة.

الخاتمة

كان الصحابي الجليل زيد بن حارثة رضي الله عنه من السابقين إلى الإسلام، ومن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم المقربين، وقد كان معروفًا بشجاعته وإقدامه، وكان محبًا لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وقد ورد اسمه صراحةً في القرآن الكريم في موضعين، الأول في سورة الأحزاب، والثاني في سورة التوبة، وقد استشهد في غزوة مؤتة عام 8 للهجرة، عن عمر يناهز أربعًا وثلاثين عامًا، وقد حزن عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حزنًا شديدًا، وقال عنه: “زيد، عم رسول الله، وأخوه، وطليعة الناس إلى الجنة”.

أضف تعليق