اسم يجمع ذو القعده وذو الحجه ورجب

اسم يجمع ذو القعده وذو الحجه ورجب

المقدمة:

هناك العديد من الأشهر العربية التي تحمل أهمية دينية كبيرة للمسلمين، ومن بين هذه الأشهر الثلاثة ذو القعدة وذو الحجة ورجب، والتي يطلق عليها اسم الأشهر الحرم، حيث أشار إليها الله تعالى في قوله: “إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ”، وتتميز هذه الأشهر بمكانتها العظيمة عند الله تعالى، وفضلها الكبير، وحرمة انتهاكها، وتضاعف الأعمال الصالحة فيها، كما أنها مناسبة عظيمة للمسلمين للتقرُّب إلى الله تعالى، واغتنام فضائلها، والابتعاد عن المحرَّمات.

الأشهر الحرم:

1. شهر ذي القعدة:

ذو القعدة هو الشهر الحرام الأول من الأشهر الأربعة الحُرُم عند المسلمين.

سُمِّي بهذا الاسم لأنه كان يُراعى فيه القُعود عن القتال والعدوان، حيث أوجب الله سبحانه وتعالى على المسلمين فيه أن يمتنعوا عن سفك الدماء والاعتداء على الآخرين، كما كان شهر سلام ومحبة وإخاء بين المسلمين.

كما يعتبر موسم الحج الأكبر، حيث يتوافد الحجاج من جميع أنحاء العالم إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج.

2. شهر ذي الحجة:

ذو الحجة هو الشهر الحرام الثاني من الأشهر الأربعة الحرم عند المسلمين.

سُمِّي بهذا الاسم لأنه كان يُراعى فيه الحج، حيث يعتبر شهر الحج الأكبر، وفيه يحرم الحجاج ويبدؤون في أداء مناسك الحج.

كما يتميز بوقوع عيد الأضحى المبارك في العاشر من الشهر، وهو أحد العيدين الكبيرين عند المسلمين.

3. شهر رجب:

رجب هو الشهر الحرام الثالث من الأشهر الأربعة الحرم عند المسلمين.

سُمِّي بهذا الاسم لأنه كان يُراعى فيه الرَّجَب، أي الامتناع عن القتال والمعاصي والذنوب، حيث كان شهر سلام ومحبة وإخاء بين المسلمين.

كان يطلق عليه في الجاهلية “رَجَب مُضرَ”، نسبة إلى قبيلة مُضر، التي كانت توقد فيه النيران في أعلى الجبال، ويحتفلون في هذا الشهر بشرب الخمر واللهو واللعب والمجون.

4. فضل الأشهر الحرم:

تضاعف الحسنات والعبادات في هذه الأشهر، حيث يضاعف الله تعالى أجر الأعمال الصالحة فيها، مثل الصيام والصلاة وقراءة القرآن الكريم والذكر والصدقة وغيرها من الأعمال الصالحة.

يغفر الله تعالى الذنوب في هذه الأشهر، حيث يتضاعف فيها المغفرة والرحمة من الله تعالى، ومن اجتهد في العبادة والطاعة فيها، فإن الله يغفر له ذنوبه ويرحمه.

تزداد بركة الرزق في هذه الأشهر، حيث يُرزق الله تعالى عبيده فيها بالبركة والزيادة في الرزق والحفظ من البلاء والشر.

5. حرمة الأشهر الحرم:

حرم الله سبحانه وتعالى القتال والقتل والعدوان في هذه الأشهر، حيث قال تعالى: “وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ إِلاَّ قَتَالاً يَسِيراً”، كما حرم سبحانه وتعالى الاعتداء على النفس أو المال أو العرض في هذه الأشهر.

حرم الله سبحانه وتعالى الزنا واللواط والسحاق في هذه الأشهر، حيث قال تعالى: “وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً”.

حرم الله سبحانه وتعالى أكل الربا في هذه الأشهر، حيث قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ”.

6. الأعمال المستحبة في الأشهر الحرم:

الصيام: يُستحب الصيام في هذه الأشهر، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من صام يومًا من الأشهر الحرم، كان كصيام شهر”.

الصلاة: يُستحب الإكثار من الصلاة في هذه الأشهر، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الصلاة في الأشهر الحرم، أفضل من الصلاة في غيرها من الشهور”.

قراءة القرآن الكريم: يُستحب الإكثار من قراءة القرآن الكريم في هذه الأشهر، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قرأ القرآن في الأشهر الحرم، كان له نورًا يوم القيامة”.

الذكر والعبادة: يُستحب الإكثار من ذكر الله تعالى والعبادة في هذه الأشهر، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من ذكر الله تعالى في الأشهر الحرم، كان له ذكرًا يوم القيامة”.

7. الخاتمة:

الأشهر الحرم هي أشهر عظيمة عند الله تعالى، ولها فضل كبير، ومكانة خاصة عند المسلمين، وهي مناسبة عظيمة للتقرُّب إلى الله تعالى، واغتنام فضائلها، والابتعاد عن المحرَّمات، ومن المعلوم أن الأشهر الحرم هي فرصة عظيمة للمسلمين لزيادة إيمانهم وتقواهم، وتجديد علاقتهم مع الله تعالى، ويجب على المسلمين أن يغتنموا هذه الأشهر المباركة، ويدعوا الله تعالى أن يتقبل منهم أعمالهم الصالحة، وأن يرحمهم ويغفر لهم ذنوبهم.

أضف تعليق