المقدمة
الإستخارة هي طلب الخير من الله تعالى في أي أمر من أمور الدنيا، وهي سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ورد في السنة النبوية العديد من الأحاديث التي تحث على الإستخارة، ومنها حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به”.
شروط الإستخارة
1. النية الصادقة: يجب أن ينوي المستخير أن يفعل ما يراه خيرًا له في أمره، ولا ينوي مخالفة أمر الله تعالى.
2. الإخلاص لله تعالى: يجب أن يكون المستخير مخلصًا لله تعالى في استخارته، ولا يلجأ إليها إلا ليعرف ما فيه الخير له.
3. اليقين والإستسلام لله تعالى: يجب أن يكون المستخير على يقين بأن الله تعالى هو وحده الذي يعلم ما فيه الخير له، وأن يستسلم لقضاء الله تعالى وقدره.
كيفية أداء الإستخارة
1. الوضوء: يتوضأ المستخير وضوءًا كاملاً، ثم يصلي ركعتين من غير الفريضة.
2. الدعاء: بعد الصلاة، يرفع المستخير يديه إلى السماء ويقول: “اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به”.
3. الإنتباه إلى العلامات: بعد الدعاء، ينتبه المستخير إلى العلامات التي تدله على ما فيه الخير له، ومن هذه العلامات:
الشعور بالراحة والسكينة في القلب.
سهولة وتيسير الأمر له.
وجود العوائق والمشاكل في الأمر.
إستشارة أهل العلم والخبرة.
متى تجوز الإستخارة
تجوز الإستخارة في كل الأمور الدنيوية التي ليس فيها نص شرعي واضح، ومن الأمور التي تجوز فيها الإستخارة:
1. اختيار الزوج أو الزوجة.
2. اختيار الوظيفة أو العمل.
3. اختيار محل السكن.
4. السفر أو عدم السفر.
5. شراء أو بيع العقارات.
6. القيام بعمل تجاري أو مشروع.
7. وغير ذلك من الأمور الدنيوية.
متى لا تجوز الإستخارة
لا تجوز الإستخارة في الأمور التالية:
1. الأمور التي فيها نص شرعي واضح، مثل تحريم الربا أو الزنا أو شرب الخمر، ونحو ذلك.
2. الأمور التي لا يمكن للإنسان أن يغيرها، مثل الموت أو المرض أو الفقر، ونحو ذلك.
3. الأمور التي فيها ضرر على النفس أو المال أو العرض.
حكم الإستخارة
الإستخارة سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهي من العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى، وهي سبب لدفع الشيطان وإبطال كيده، وهي سبب لرفع الحيرة والقلق عن قلب المستخير، وهي سبب لجلب الخير والتوفيق له.
خاتمة
الإستخارة عبادة عظيمة لها فضل كبير، وهي سبب لجلب الخير والتوفيق للمستخير، وقد حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على الإستخارة في كثير من الأحاديث، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: “ما استخار الله تعالى عبد قط إلا هداه الله لأرشد أمره”.