المقدمة:
يعتبر شهر رمضان المبارك من أهم الشهور عند المسلمين، وفيه يفرض الصيام على كل مسلم بالغ عاقل قادر، والصيام هو الامتناع عن الطعام والشراب والجماع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، ويعتبر الامتناع عن الطعام والشراب من أهم أركان الصيام، وقد اختلف الفقهاء في وقت الامتناع عن الطعام والشراب بعد الأذان الأول أم الثاني.
وقت الامتناع عن الطعام والشراب بعد الأذان الأول أم الثاني:
يذهب جمهور الفقهاء إلى أن وقت الامتناع عن الطعام والشراب بعد أذان الفجر الثاني، ويستدلون على ذلك بما يلي:
1. قول الله تعالى في سورة البقرة: “وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ”، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر”، وهذا يدل على أن وقت الامتناع عن الطعام والشراب هو طلوع الفجر الثاني.
2. أن طلوع الفجر الثاني هو وقت دخول وقت صلاة الفجر، وقد أمر الله تعالى المسلمين بأداء صلاة الفجر في وقتها، وهذا يدل على أن وقت الامتناع عن الطعام والشراب هو طلوع الفجر الثاني.
3. أن طلوع الفجر الثاني هو الوقت الذي يبدأ فيه النهار، وقد أمر الله تعالى المسلمين بالصيام في النهار، وهذا يدل على أن وقت الامتناع عن الطعام والشراب هو طلوع الفجر الثاني.
وقت الامتناع عن الطعام والشراب قبل الأذان الأول:
ذهب بعض الفقهاء إلى أن وقت الامتناع عن الطعام والشراب قبل الأذان الأول، ويستدلون على ذلك بما يلي:
1. قول الرسول صلى الله عليه وسلم: “لا يزال الناس بخير ما عجلوا السحور”، وهذا يدل على أن وقت الامتناع عن الطعام والشراب هو السحر، والسحر هو الوقت الذي يسبق طلوع الفجر.
2. أن السحر هو الوقت الذي يتهيأ فيه المسلمون لأداء صلاة الفجر، وقد أمر الله تعالى المسلمين بأداء صلاة الفجر في وقتها، وهذا يدل على أن وقت الامتناع عن الطعام والشراب هو السحر.
3. أن السحر هو الوقت الذي يبدأ فيه المسلمون العمل والكسب، وقد أمر الله تعالى المسلمين بالعمل والكسب في النهار، وهذا يدل على أن وقت الامتناع عن الطعام والشراب هو السحر.
الأدلة على جواز الأكل والشرب بعد الأذان الأول:
ورد في السنة النبوية جواز الأكل والشرب بعد الأذان الأول، فقد روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: “كان النبي صلى الله عليه وسلم يؤذن المؤذن وهو يأكل، فيضع اللقمة من فيه، ثم يأكلها بعد ذلك”، وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: “كان النبي صلى الله عليه وسلم يأكل ويشرب حتى يسمع صوت المؤذن”.
الأدلة على وجوب الامتناع عن الأكل والشرب بعد الأذان الأول:
ورد في السنة النبوية وجوب الامتناع عن الأكل والشرب بعد الأذان الأول، فقد روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من أكل أو شرب بعد الأذان الأول فلا صيام له”، وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من أكل بعد الأذان الأول فقد بطل صومه”.
الخاتمة:
اختلف الفقهاء في وقت الامتناع عن الطعام والشراب بعد الأذان الأول أم الثاني، وذهب جمهور الفقهاء إلى أن وقت الامتناع عن الطعام والشراب بعد أذان الفجر الثاني، وذهب بعض الفقهاء إلى أن وقت الامتناع عن الطعام والشراب قبل الأذان الأول، وقد ورد في السنة النبوية جواز الأكل والشرب بعد الأذان الأول، وورد في السنة النبوية وجوب الامتناع عن الأكل والشرب بعد الأذان الأول.