الدعاء صيام

المقدمة

ويعرّف الصيام لغةً بأنه الكف عن الطعام والشراب، واصطلاحًا هو الامتناع عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، لا سيّما مع النيّة الخالصة لعبادة الله تعالى، والصيام من العبادات الجليلة التي فرضها الله سبحانه وتعالى على عباده المسلمين، وبيّن فضله وأجره العظيم، فالصيام له جانب روحانيّ وجسديّ، لما له من تأثير على النفس والجسم معًا، والصيام أحد أركان الإسلام الخمسة، والصيام يعزز التقوى ويقرب العبد من ربه، ويساعد على تطهير النفس والجسد من الموبقات. وأمر الله تعالى عباده بأن يدعوه ويسأله من فضله، ففي الحديث الشريف: “الدعاء مخ العبادة”، وفي الصيام يكون الدعاء أقرب إلى الإجابة، حيث يزداد الإقبال على الله وعبادته، وتكثر الساعات التي يقضيها المسلم في مناجاة مولاه.

فضل الدعاء في الصيام

1. إنّ الدعاء في الصيام مستجاب، فقد ورد في الحديث الشريف: “ثلاثة لا تُرد دعوتهم: الصائم حين يُفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم”، كما أن الدعاء في الصيام فرصة ذهبية للتوبة والاستغفار، حيث يكون القلب أكثر استعدادًا لقبول العفو والمغفرة من الله تعالى.

2. ثبت في السنة النبوية أحاديث صحيحة تدل على أن للصائم دعوة مستجابة عند فطره، ومن تلك الأحاديث ما رواه ابن ماجه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن للصائم عند فطره دعوة لا ترد”.

3. يعتبر الدعاء في الصيام من الأعمال التي يُحبها الله تعالى، وقد حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على الدعاء في الصيام، فقد قال: “الدعاء في الصيام مستجاب، فلا تدعوا فيه إلا بخير”.

آداب الدعاء في الصيام

1. يسن للمسلم أن يدعو في صيامه وقبل فطره، وهذا من أفضل الأوقات التي قد يستجاب فيها الدعاء، كما يسن تكرار الدعاء بكثرة، والإلحاح فيه، وعدم الاستعجال في الإجابة.

2. يجب على المسلم الإخلاص في دعائه، فلا يدعو لغير الله عز وجل، ويجب عليه أن يكون حاضر القلب في دعائه، ويدعو بما فيه خير له في دينه ودنياه وآخرته، ويمتنع عن الدعاء بما فيه إثم أو قطيعة رحم أو ظلم.

3. ينبغي للمسلم أن يتأدب في دعائه فيضع يديه أمام وجهه رافعًا إصبع السبابة، ويقول: “اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت، فتقبل مني، أنت السميع العليم”، وأفضل الدعاء ما كان من الكتاب والسنة النبوية، فيقول المسلم مثلًا: “اللهم إني أسألك من فضلك وجودك وكرمك”.

أوقات استجابة الدعاء في الصيام

1. وقت السحر: يعتبر وقت السحر من أفضل الأوقات لاستجابة الدعاء، وخاصة في العشر الأواخر من رمضان، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن لله في كل ليلة من رمضان عند الإفطار ستمائة ألف عتيق من النار”.

2. وقت الإفطار: وقت الإفطار من الأوقات المباركة التي يستجاب فيها الدعاء، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “للصائم عند فطره دعوة لا ترد”.

3. ليلة القدر: ليلة القدر هي أفضل الليالي في السنة، وهي خير من ألف شهر، ومن أدركها فقد أدرك خيرًا كثيرًا، وهي فرصة عظيمة لاستجابة الدعاء، فقد قال الله تعالى: ” إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر”.

مواضع استجابة الدعاء في الصيام

1. الدعاء بعد الصلاة: يعتبر الدعاء بعد الصلاة من أفضل المواضع التي يستجاب فيها الدعاء، وذلك لأن العبد يكون فيه أقرب إلى الله تعالى، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الدعاء بعد الفريضة لا يرد”.

2. الدعاء في السجود: يعتبر الدعاء في السجود من أفضل المواضع التي يستجاب فيها الدعاء، وذلك لأن العبد يكون فيه أقرب ما يكون إلى الله تعالى، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا فيه من الدعاء”.

3. الدعاء بين الأذان والإقامة: يعتبر الدعاء بين الأذان والإقامة من أفضل المواضع التي يستجاب فيها الدعاء، وذلك لأن العبد يكون فيه في حالة من الخشوع والسكينة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد”.

أمثلة على أدعية الصيام

1. اللهم ارزقني صيامًا وقيامًا مقبولًا عندك يا رب العالمين.

اللهم طهر قلبي من الحقد والحسد والغل واملأه بالحب والرحمة.

اللهم اجعلني من عتقائك من النار في شهر رمضان المبارك.

2. اللهم اجعل صيامي خالصًا لوجهك الكريم.

اللهم زدني إيمانًا وتقوى وتبصرة.

اللهم بارك لي في صيامي وقبّل دعائي.

3. اللهم ارزقني صحة وعافية في رمضان المبارك.

اللهم اجعل صيامي سببًا لغفران ذنوبي.

اللهم اجعل صيامي سببًا لعتقي من النار.

الخاتمة

إن الدعاء في الصيام من العبادات الجليلة التي لها فضل عظيم وأجر كبير، ويجب على المسلم أن يحرص على الدعاء في صيامه، وأن يكون دعائه خالصًا لله تعالى، وأن يكون حاضر القلب في دعائه، وأن يدعو بما فيه خير له في دينه ودنياه وآخرته، وأن يكثر من الدعاء في الأوقات والمواضع التي يستجاب فيها الدعاء.