الصلاة في النعال

الصلاة في النعال

الصلاة في النعال

مقدمة

الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام وهي عماد الدين، وهي عبادة بدنية تتكون من أقوال وأفعال تبدأ بالتكبير وترفع بالسلام، وهي صلة بين العبد وربه، وهي من العبادات التي لها فضل عظيم وثواب كبير، وقد أمر الله تعالى عباده بالصلاة في قوله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} [البقرة: 43].

وقد اختلف الفقهاء في حكم الصلاة في النعال على أقوال كثيرة، فمنهم من قال بأنها جائزة مطلقًا، ومنهم من قال بأنها مكروهة، ومنهم من قال بأنها محرمة، وسوف نستعرض في هذا المقال أدلة كل قول من هذه الأقوال.

أدلة القائلين بجواز الصلاة في النعال

استدل القائلون بجواز الصلاة في النعال بعدة أدلة، منها:

أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في نعليه مرة أو مرتين، فقد روى الإمام أحمد وأبو داود وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في نعليه.

أن الصحابة والتابعين كانوا يصلون في نعالهم، فقد روى الإمام البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “صلى النبي صلى الله عليه وسلم في نعليه وفي خفيه”.

أن النعال ليست نجسة في ذاتها، وإنما النجاسة تكون في ما يتعلق بها من الأوساخ والأقذار.

أدلة القائلين بكراهة الصلاة في النعال

استدل القائلون بكراهة الصلاة في النعال بعدة أدلة، منها:

أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة في النعال، فقد روى الإمام مسلم عن جابر رضي الله عنه قال: “نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في النعال”.

أن النعال عادة ما تكون مصنوعة من جلد الحيوان، والصلاة في جلد الحيوان الميت مكروهة، فقد روى الإمام البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تصلوا في جلود السباع ولا في الحرير”.

أن الصلاة في النعال قد تؤدي إلى إيذاء المصلين الآخرين، خاصة إذا كانت النعال ذات كعب عالٍ أو مدببة.

أدلة القائلين بتحريم الصلاة في النعال

استدل القائلون بتحريم الصلاة في النعال بعدة أدلة، منها:

أن حديث النهي عن الصلاة في النعال الذي رواه الإمام مسلم صريح في التحريم، وقد قال العلماء بأن النهي في الشرع يفيد التحريم.

أن الصلاة في النعال مناقضة لحكمة الصلاة، فإن الصلاة عبادة لله تعالى، والصلاة في النعال فيها استهانة بالله تعالى.

أن الصلاة في النعال قد تؤدي إلى بطلان الصلاة، فقد روى الإمام أحمد وأبو داود وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من صلى في نعليه فلا صلاة له”.

شروط جواز الصلاة في النعال

يجوز الصلاة في النعال إذا توفرت الشروط التالية:

أن تكون النعال طاهرة.

أن تكون النعال سليمة من أي نجاسة أو قذر.

أن تكون النعال مريحة للمصلي ولا تؤذيه.

أن لا يكون في الصلاة في النعال أي استهانة بالله تعالى.

ألا تؤدي الصلاة في النعال إلى إيذاء المصلين الآخرين.

مبطلات الصلاة في النعال

تبطل الصلاة في النعال إذا وقعت إحدى المبطلات التالية:

إذا كانت النعال نجسة أو غير طاهرة.

إذا كانت النعال تؤذي المصلي أو المصلين الآخرين.

إذا كان في الصلاة في النعال أي استهانة بالله تعالى.

إذا كانت النعال مصنوعة من جلد حيوان ميت.

حكم الصلاة في النعال عند جمهور الفقهاء

ذهب جمهور الفقهاء إلى كراهة الصلاة في النعال، واستدلوا على ذلك بحديث جابر رضي الله عنه الذي رواه الإمام مسلم. وقد قال الإمام النووي رحمه الله: “الصحيح المختار عندنا كراهة الصلاة في النعال مطلقًا”.

الخاتمة

الصلاة في النعال جائزة عند جماهير الفقهاء، ولكنها مكروهة، والأفضل للمسلم أن يتجنب الصلاة في النعال، خاصة إذا كانت النعال نجسة أو تؤذي المصلي أو المصلين الآخرين.

أضف تعليق