الكوكب الابعد عن الشمس

الكوكب الابعد عن الشمس

الكوكب الأبعد عن الشمس: رحلة إلى بلوتو

مقدمة

بلوتو، الكوكب القزم الذي كان يُعتقد سابقًا أنه الكوكب التاسع والأبعد عن الشمس، هو عالم بعيد وغامض يثير فضول العلماء والفلكيين منذ اكتشافه عام 1930. على الرغم من تصنيفه حاليًا على أنه كوكب قزم، إلا أن بلوتو لا يزال يحمل أهمية كبيرة في علم الكواكب بسبب تركيبته الفريدة وخصائصه الجيولوجية والغلاف الجوي. في هذه المقالة، سنأخذ رحلة إلى بلوتو، لاستكشاف كوكبه الجليدي الصغير ومعرفة المزيد عن تاريخه وتكوينه وغلافه الجوي.

1. اكتشاف بلوتو

اكتُشف بلوتو لأول مرة في 18 فبراير 1930 بواسطة عالم الفلك الأمريكي كلايد تومبو، بعد بحث استمر لمدة عامين عن الكوكب التاسع المفترض.

كان اكتشاف بلوتو نتيجة لتناقضات في مدارات أورانوس ونبتون، مما قاد العلماء إلى الاعتقاد بوجود كوكب آخر أبعد من نبتون.

تم تأكيد اكتشاف بلوتو رسميًا في 13 مارس 1930، وأطلق عليه اسم إله العالم السفلي الروماني، بلوتو.

2. تصنيف بلوتو

صنف بلوتو في الأصل على أنه الكوكب التاسع في النظام الشمسي، لكن هذا التصنيف تغير في عام 2006 عندما وافق الاتحاد الفلكي الدولي (IAU) على تعريف جديد للكوكب.

وفقًا للتعريف الجديد، يجب أن يكون الكوكب جسمًا سماويًا يدور حول الشمس، وله جاذبية كافية لسحبه إلى شكل كروي، وقد مسح مداره من الأجسام الأخرى.

لا يلبي بلوتو الشرط الثالث، حيث يتقاطع مداره مع مدار نبتون، ويحمل أيضًا معه عددًا كبيرًا من الأجسام الجليدية الأخرى في حزام كايبر.

3. خصائص بلوتو

يبلغ قطر بلوتو حوالي 2302 كم، وهو أصغر من القمر تيتان التابع لزحل.

تبلغ كتلة بلوتو حوالي 0.002 كتلة الأرض، مما يجعله أثقل كوكب قزم معروف.

يتكون بلوتو بشكل أساسي من صخور وجليد، مع غلاف جوي رقيق يتكون بشكل أساسي من النيتروجين والميثان وأول أكسيد الكربون.

4. سطح بلوتو

سطح بلوتو متنوع للغاية، ويتضمن مزيجًا من المناطق المظلمة والفاتحة، وكذلك سهول جليدية وجبال ووديان.

يغطي سطح بلوتو جليد نيتروجين، بالإضافة إلى جليد الماء والميثان، مما يعطي السطح مظهرًا متنوعًا.

يحتوي بلوتو أيضًا على عدد كبير من الفوهات الصدمية، والتي تشير إلى تاريخ من التأثيرات الكبيرة.

5. غلاف بلوتو الجوي

غلاف بلوتو الجوي رقيق للغاية، ويبلغ ضغطه السطحي حوالي 0.0014 بار، أي أقل من 1/1000000 من ضغط الغلاف الجوي للأرض.

يتكون غلاف بلوتو الجوي بشكل أساسي من النيتروجين والميثان وأول أكسيد الكربون، مع وجود كميات صغيرة من غازات أخرى.

يتغير غلاف بلوتو الجوي بشكل كبير مع تغير فصوله، حيث يتكثف النيتروجين على السطح أثناء الشتاء ويشكل غطاءًا جليديًا.

6. أقمار بلوتو

لدى بلوتو خمسة أقمار معروفة، وهي شارون ونيكس وهيدرا وكيربيروس وستيكس.

أكبر قمر لبلوتو هو شارون، والذي يبلغ قطره حوالي 1207 كم، ويدور حول بلوتو في فترة مدتها 6.39 يوم.

الأقمار الأخرى لبلوتو صغيرة جدًا، حيث يبلغ قطرها بضعة كيلومترات فقط، وتدور حول بلوتو في فترات تتراوح بين 11 و 32 يومًا.

7. بعثة نيو هورايزونز

في عام 2015، وصلت بعثة نيو هورايزونز التابعة لوكالة ناسا إلى بلوتو وأجرت دراسة مفصلة للكوكب القزم.

قدمت بعثة نيو هورايزونز صوراً وبيانات غير مسبوقة عن بلوتو، والتي كشفت عن وجود سلسلة جبال شاهقة ووديان عميقة وبحيرات جليدية على سطحه.

كما اكتشفت بعثة نيو هورايزونز وجود محيط تحت سطح بلوتو، مما يشير إلى إمكانية وجود حياة على هذا العالم البعيد.

الخلاصة

بلوتو هو عالم فريد وغامض لا يزال يثير فضول العلماء والفلكيين حتى بعد تصنيفه على أنه كوكب قزم. وقد كشفت بعثة نيو هورايزونز عن الكثير من المعلومات عن بلوتو، لكن لا يزال هناك الكثير الذي لا نعرفه عن هذا العالم الجليدي الصغير. في المستقبل، قد تتمكن البعثات الفضائية المستقبلية من استكشاف بلوتو وأقماره بمزيد من التفصيل، مما قد يساعدنا على فهم نظام بلوتو بشكل أفضل واكتشاف المزيد عن تاريخه وتكوينه.

أضف تعليق