اللهم إنك عفو تحب الْعَفْوَ فَاعْفُ عنا مزخرفة

اللهم إنك عفو تحب الْعَفْوَ فَاعْفُ عنا مزخرفة

اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعْفُ عَنَّا

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فمن أسماء الله الحسنى (العفو)، وهذا الاسم يحمل في طياته معاني عظيمة تدل على رحمة الله الواسعة ومحبته لعباده، فالله تعالى يتجاوز عن ذنوب عباده ويغفر لهم مهما عظمت ذنوبهم إذا تابوا إليه بصدق ونية صافية.

المحتوى:

1. تعريف العفو:

العفو في اللغة هو التجاوز عن الذنب أو العقوبة، وفي الشرع هو أن يتجاوز الله تعالى عن ذنوب عباده ويغفر لهم مهما عظمت ذنوبهم إذا تابوا إليه بصدق ونية صافية.

2. العفو من صفات الله تعالى:

العفو من صفات الله تعالى التي ذكرها في كتابه الكريم، قال تعالى: {وَهُوَ الْعَفُوُّ الْغَفُورُ}، وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عَفُوٌّ غَفُورٌ رَحِيمٌ}، وقال تعالى: {فَإِنَّ اللَّهَ عَفُوٌّ كَرِيمٌ}.

3. فضل العفو عند الله تعالى:

العفو من صفات الله تعالى التي يحبها عباده، قال تعالى: {يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}، وقال تعالى: {وَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}، والعفو من أعظم أنواع الإحسان إلى النفس وإلى الآخرين.

4. من مظاهر العفو عند الله تعالى:

من مظاهر العفو عند الله تعالى أنه يتجاوز عن ذنوب عباده ويغفر لهم مهما عظمت ذنوبهم إذا تابوا إليه بصدق ونية صافية، قال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا}، وقال تعالى: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا}.

5. أسباب العفو عند الله تعالى:

من أسباب العفو عند الله تعالى التوبة النصوح، قال تعالى: {وَمَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً أَوْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ثُمَّ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ وَجَدَ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا}، ومن أسباب العفو عند الله تعالى الإحسان إلى الآخرين، قال تعالى: {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}، ومن أسباب العفو عند الله تعالى الدعاء، قال تعالى: {وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَاَرْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ} .

6. ثمرات العفو:

العفو من الأخلاق الفاضلة التي لها ثمرات عظيمة في الدنيا والآخرة، ومن ثمرات العفو في الدنيا سعة الرزق وحسن الخلق وطيب العيش، ومن ثمرات العفو في الآخرة مغفرة الذنوب ودخول الجنة.

7. كيف نكون ممن عفا الله عنهم؟

لكي نكون ممن عفا الله عنهم، يجب أن نتوب إلى الله تعالى من ذنوبنا ونستغفره منها بصدق ونية صافية، كما يجب أن نُحسن إلى الآخرين ونُعفو عنهم ونُعاملهم بالحسنى، كما يجب أن ندعو الله تعالى أن يغفر لنا ذنوبنا ويرحمنا.

الخاتمة:

العفو من صفات الله تعالى التي يحبها عباده، وهو من الأخلاق الفاضلة التي لها ثمرات عظيمة في الدنيا والآخرة، ومن أسباب العفو عند الله تعالى التوبة النصوح والإحسان إلى الآخرين والدعاء، كما يجب أن نُحسن إلى الآخرين ونُعفو عنهم ونُعاملهم بالحسنى، ولذا فليكن شعارنا في الحياة هو: “العفو عند المقدرة”.

أضف تعليق