اللهم إنك عفو تحب العفو

اللهم إنك عفو تحب العفو

العنوان: اللهم إنك عفو تحب العفو: رحمة الله ومغفرته

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين، اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت، اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه، اللهم إني أعوذ بك أن أزل أو أضل أو أظلم أو أُظلم أو أجهل أو يُجهل علي.

اللهم إنك عفو تحب العفو. إنه من أسماء الله الحسنى، وهو يعني أن الله سبحانه وتعالى ذو الغفران والمغفرة، وأنه يحب أن يغفر لعباده ويقبل توبتهم. وفي هذا المقال، سنتحدث عن رحمة الله ومغفرته، وكيف يمكننا أن ننالها.

1. رحمة الله واسعة:

رحمة الله سبحانه وتعالى واسعة وعميمة، وقد ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم في مواضع كثيرة، منها قوله تعالى: “وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ” (الأعراف: 156).

كما قال تعالى: “وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ” (فاطر: 45).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: “لو علم العباد ما عند الله من الرحمة، لتمنوا أن تكون لهم ذنوب مثل الجبال، ثم يغفرها لهم”.

2. مغفرة الله عظيمة:

مغفرة الله سبحانه وتعالى عظيمة وكبيرة، وقد ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم في مواضع كثيرة، منها قوله تعالى: “إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا” (الزمر: 53).

كما قال تعالى: “وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى” (طه: 82).

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: “إن الله تعالى ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟”.

3. أسباب مغفرة الله:

هناك أسباب كثيرة لمغفرة الله سبحانه وتعالى، منها التوبة النصوح، وهي أن يتوب العبد إلى الله تعالى من ذنوبه بصدق وإخلاص، وأن يكثر من الاستغفار والدعاء والتضرع إلى الله تعالى.

ومن أسباب مغفرة الله الإحسان إلى الآخرين، ومساعدة المحتاجين، قال تعالى: “وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ” (البقرة: 195).

ومن أسباب مغفرة الله الدعاء والتضرع إلى الله تعالى، قال تعالى: “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ” (البقرة: 186).

4. شروط مغفرة الله:

هناك شروط لمغفرة الله سبحانه وتعالى، منها الإيمان بالله تعالى ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: “قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ” (الزمر: 53).

ومن شروط مغفرة الله التوبة النصوح، والإقلاع عن الذنوب والمعاصي، قال تعالى: “وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” (النور: 31).

ومن شروط مغفرة الله أداء العبادات المفروضة، والإكثار من النوافل، قال تعالى: “إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ” (العنكبوت: 45).

5. ثمرات مغفرة الله:

لمغفرة الله سبحانه وتعالى ثمرات عظيمة وكثيرة، منها دخول الجنة، قال تعالى: “وَسِيقُ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ” (الزمر: 73).

ومن ثمرات مغفرة الله النجاة من النار، قال تعالى: “وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى” (طه: 82).

ومن ثمرات مغفرة الله الطمأنينة والسكينة في القلب، قال تعالى: “أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ” (الرعد: 28).

6. دعاء مغفرة الله:

هناك أدعية كثيرة يمكن أن ندعو بها الله تعالى لمغفرة الذنوب، منها دعاء سيدنا يونس عليه السلام، قال تعالى: “فَنادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ” (الأنبياء: 87).

ومن أدعية مغفرة الله دعاء سيدنا آدم عليه السلام، قال تعالى: “قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ” (الأعراف: 23).

ومن أدعية مغفرة الله دعاء سيدنا نوح عليه السلام، قال تعالى: “رَبَّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ” (نوح: 28).

7. قصص مغفرة الله:

هناك قصص كثيرة في القرآن الكريم والسنة النبوية عن مغفرة الله سبحانه وتعالى لعباده، ومن هذه القصص قصة سيدنا آدم عليه السلام، عندما أكل من الشجرة المحرمة، ثم تاب إلى الله تعالى فغفر له.

ومن هذه القصص قصة سيدنا موسى عليه السلام، عندما قتل نفسًا بغير حق، ثم تاب إلى الله تعالى فغفر له.

ومن هذه القصص قصة سيدنا يونس عليه السلام، عندما غضب على قومه فتركهم وركب السفينة، ثم ابتلعه الحوت، ثم تاب إلى الله تعالى فغفر له وأنجاه من بطن الحوت.

الخاتمة:

اللهم إنك عفو تحب العفو، فاغفر لنا ذنوبنا، وتجاوز عنا سيئاتنا، وارحمنا برحمتك الواسعة، وأد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *