اللهم إِنَّكَ عفو تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عنا png

اللهم إِنَّكَ عفو تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عنا png

اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنَّا

مقدمة

في ظل الحياة اليومية التي يعيشها الإنسان والتي تحيط به الكثير من الضغوطات النفسية والتفكير في المستقبل، قد يقع الإنسان في الكثير من الأخطاء أو المعاصي التي قد تغضب من الله تعالى، ولذلك فإن الله تعالى يحث الإنسان على طلب المغفرة من الله تعالى والاستغفار من أي خطأ يقع فيه الإنسان، كما أن الله تعالى يحب العفو والصفح، ولذلك فإن المسلم الذي يطلب العفو والصفح من الله تعالى يجد رحمة الله تعالى ومغفرته، ولذلك فإن المسلم مطالب بأن يستغفر الله تعالى بصورة مستمرة، إضافة إلى أنه يجب على المسلم أن يكون حريصاً على فعل الحسنات والصالحات وذلك للتكفير عن السيئات والذنوب.

أولاً: العفو عند الله تعالى

1- العفو عند الله تعالى من أعظم صفاته سبحانه وتعالى، قال تعالى: “وَأَنَا الْعَفُوُّ عَنِ التَّائِبِينَ”، وقال تعالى: “وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ”، والعفو عند الله تعالى يعني التجاوز عن الذنوب والمعاصي التي يرتكبها الإنسان، وذلك إذا تاب وأناب إلى الله تعالى واستغفره، قال تعالى: “إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ”.

2- العفو عند الله تعالى من أعظم ما يرجوه الإنسان المؤمن، قال تعالى: “وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا”، والعفو عند الله تعالى يجعل الإنسان يشعر بالراحة والطمأنينة والسكينة، قال تعالى: “الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ”.

3- العفو عند الله تعالى من أعظم ما يحبه الله تعالى، قال تعالى: “إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ”، والعفو عند الله تعالى يجعل الإنسان يشعر بالحب والرحمة من الله تعالى، قال تعالى: “وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ”.

ثانيًا: طلب العفو من الله تعالى

1- طالب العفو من الله تعالى هو من يتوجه إلى الله تعالى بالدعاء والابتهال والتضرع، قال تعالى: “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِي”، ويجب على المسلم أن يخلص في دعائه ويبذل قصارى جهده في العبادة والطاعة، قال تعالى: “وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ”.

2- طالب العفو من الله تعالى هو من يستغفر الله تعالى من ذنوبه ومعاصيه، قال تعالى: “وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ”، ويجب على المسلم أن يكون صادقًا في استغفاره وأن يندم على ما فعل من ذنوب ومعاصي، قال تعالى: “وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ”.

3- طالب العفو من الله تعالى هو من يتوب إلى الله تعالى، قال تعالى: “وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ مِنْ ذُنُوبِكُمْ”، والتوبة إلى الله تعالى تعني الرجوع إلى الله تعالى والإقلاع عن الذنوب والمعاصي، قال تعالى: “وَمَنْ يَتُبْ إِلَى اللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَيْهِ مَتَابًا”.

ثالثًا: فضل العفو عند الله تعالى

1- العفو عند الله تعالى من أعظم النعم التي ينعم بها الله تعالى على عباده، قال تعالى: “وَمَا أَنَا بِمُعَذِّبِ الْقَوْمِ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ”، والعفو عند الله تعالى يجعل الإنسان يشعر بالسعادة والفرح والسرور، قال تعالى: “الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ”.

2- العفو عند الله تعالى من أعظم الأسباب التي تدخل الإنسان الجنة، قال تعالى: “فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ”، والعفو عند الله تعالى يجعل الإنسان يشعر بالرضا والاطمئنان، قال تعالى: “وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا”.

3- العفو عند الله تعالى من أعظم ما يرفع الإنسان في الدنيا والآخرة، قال تعالى: “وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا”، والعفو عند الله تعالى يجعل الإنسان يشعر بالتقدير والاحترام من الله تعالى، قال تعالى: “إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ وَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ”.

رابعًا: كيفية العفو عن الآخرين

1- أن يعلم أن العفو عن الآخرين من صفات الله تعالى، قال تعالى: “وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ”، وأن العفو عن الآخرين من الأخلاق الحميدة التي يتحلى بها المسلم.

2- أن يعلم أن العفو عن الآخرين فيه خير كثير للمجتمع، قال تعالى: “وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى”، وأن العفو عن الآخرين يجعل الإنسان يشعر بالراحة والطمأنينة.

3- أن يعلم أن العفو عن الآخرين يجعله أسوة حسنة للمجتمع، قال تعالى: “فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ”، وأن العفو عن الآخرين يجعل الإنسان قريبًا من الله تعالى.

خامسًا: أسباب عدم العفو عن الآخرين

1- الجهل بحقيقة العفو عن الآخرين، قال تعالى: “وَالْكَاظِمِينَ

أضف تعليق