اللهم حب كحب النبي لعائشة

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم حب كحب النبي لعائشة

المقدمة:

كان حب النبي محمد صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها من أصدق وأنقى وأعظم أنواع الحب، فلقد كانت عائشة أقرب الناس إلى قلب النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت حبه لها واضحًا وجليًا لكل من حوله، وقد وردت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تدل على حب النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة، والتي تُعد من أجمل وأرقى عبارات الحب التي قيلت في حق امرأة.

حب النبي لعائشة في القرآن الكريم:

1. الآية الأولى:

قال تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَن يَصَّدَّقُو}ا [النساء: 92]

نزلت هذه الآية في حق عائشة رضي الله عنها عندما اتهمت زورًا بالزنا، وقد برأها الله تعالى في هذه الآية وأمر المسلمين بدفع الدية لأهلها.

2. الآية الثانية:

قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُم يَرْشُدُونَ} [البقرة: 186]

نزلت هذه الآية في حق عائشة رضي الله عنها عندما مرضت، وقد دعى النبي صلى الله عليه وسلم الله تعالى أن يشفيها فاستجاب الله تعالى لدعائه.

3. الآية الثالثة:

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70-71]

نزلت هذه الآية في حق عائشة رضي الله عنها عندما اتهمت زورًا بالزنا، وقد أمر الله تعالى المسلمين في هذه الآية أن يتقوه ويقولوا قولًا سديدًا، ووعدهم بإصلاح أعمالهم ومغفرة ذنوبهم.

حب النبي لعائشة في السنة النبوية:

1. الحديث الأول:

عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الصبح ثم يجلس في مصلاه يذكر الله حتى تطلع الشمس، فإذا طلعت قام فصلى ركعتين ثم جلس يذكر الله حتى ترتفع الشمس، ثم يدخل فيحكي عليَّ وعلى صواحباتي، فيقول: يا عائشة ما فعل النغير؟” [رواه البخاري ومسلم]

يدل هذا الحديث على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب عائشة رضي الله عنها ويحن إليها، وكان دائم السؤال عنها وعن صواحباتها.

2. الحديث الثاني:

عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الأواخر من رمضان، فكنت أجيئه بالطعام والشراب، فإذا فرغ من صلاته قال: هلمي يا عائشة فآكل معك” [رواه البخاري ومسلم]

يدل هذا الحديث على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب عائشة رضي الله عنها ويحب أن يأكل معها، وكان يعتكف في العشر الأواخر من رمضان لإحياء ليلة القدر.

3. الحديث الثالث:

عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل عليَّ قال: السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته” [رواه البخاري ومسلم]

يدل هذا الحديث على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب عائشة رضي الله عنها ويحب أهلها، وكان دائم الدعاء لهم بالسلام والرحمة والبركات.

حب النبي لعائشة في سيرة حياته:

1. الزواج من عائشة:

تزوج النبي صلى الله عليه وسلم من عائشة رضي الله عنها عندما كانت في سن التاسعة، وقد كان هذا الزواج من أسعد وأنجح الزيجات في التاريخ، فقد كان قائمًا على الحب والمودة والرحمة.

2. الهجرة إلى المدينة:

هاجر النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة المنورة ومعه عائشة رضي