العنوان: اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا سورة البقرة
المقدمة:
تعتبر سورة البقرة من أطول وأعظم سور القرآن الكريم، وهي السورة الثانية من حيث الترتيب، حيث تتكون من 286 آية، وقد نزلت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة، وتتناول العديد من الموضوعات المهمة، منها العقيدة والشريعة والأخلاق والقصص والأحكام، ومن بين هذه المواضيع الدعاء الذي ورد في الآية رقم 286 من سورة البقرة، وهو: “اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا”.
1. فضل سورة البقرة:
– تعتبر سورة البقرة من أفضل وأعظم سور القرآن الكريم، حيث ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا يستطيعها البطلة” رواه مسلم.
– كما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من قرأ عشر آيات من آخر سورة البقرة في ليلة لم تقربه فتنة الدجال” رواه البخاري.
2. معنى السفهاء في الآية:
– السفهاء هم الذين يفعلون الأفعال الحمقاء والطائشة والتي لا تعقل، وقد وردت كلمة “السفهاء” في القرآن الكريم في عدة مواضع، منها قوله تعالى: “وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا” سورة الفرقان الآية 63.
– وقد فسر المفسرون كلمة السفهاء في هذه الآية بأنهم الذين فعلوا ما فعلوه من الكفر والشرك والفتنة عن جهل وعدم معرفة بحقيقة الإسلام.
3. سبب نزول الآية:
– نزلت هذه الآية في حق المنافقين الذين كانوا يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر، وكانوا يفعلون الأفعال التي تضر بالمسلمين وتسيء إلى سمعتهم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو عليهم ويقول: “اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا”.
4. معنى لا تؤاخذنا:
– كلمة “لا تؤاخذنا” تعني لا تحاسبنا ولا تعاقبنا، وقد وردت كلمة “المؤاخذة” في القرآن الكريم في عدة مواضع، منها قوله تعالى: “وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به” سورة النحل الآية 126.
– وقد فسر المفسرون كلمة “المؤاخذة” في هذه الآية بأنها الحساب والعقاب على الأفعال التي يفعلها الإنسان.
5. حكم الدعاء في الآية:
– الدعاء في هذه الآية مستحب ومشروع، حيث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو به، كما أن فيه تبرؤ من أفعال السفهاء الذين يسيئون إلى سمعة الإسلام والمسلمين.
6. كيفية الدعاء في الآية:
– يمكن للمسلم أن يدعو بهذا الدعاء في أي وقت وأي مكان، ولكن الأفضل أن يدعو به في الصلاة أو عند قراءة القرآن الكريم.
7. فوائد الدعاء في الآية:
– الدعاء في هذه الآية له العديد من الفوائد، منها:
– أنه يبرئ المسلم من أفعال السفهاء الذين يسيئون إلى سمعة الإسلام والمسلمين.
– أنه يرفع البلاء والشر عن المسلم وعن المسلمين.
– أنه يجلب الخير والبركة للمسلم و للمسلمين.
الخاتمة:
إن الدعاء الذي ورد في الآية رقم 286 من سورة البقرة، وهو: “اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا”، هو دعاء مستحب ومشروع، وينبغي على المسلم أن يكثر من الدعاء به، وذلك لما له من فضل كبير وفوائد عديدة.