اللهم يسر كل عسير

اللهم يسر كل عسير

مقدمة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد:

فإن من أعظم ما ينعم الله تعالى به على الإنسان أن ييسر له أموره، ويريحه من الهموم والغموم، ويبعد عنه الكربات والأحزان، فالمؤمن إذا أراد شيئًا فعليه أن يدعو الله تعالى أن ييسره له، وأن يجعله هينًا عليه، وقد ورد في السنة النبوية المطهرة العديد من الأدعية التي يمكن للمؤمن أن يدعو بها ربه لييسر له أموره، ومن هذه الأدعية: “اللهم يسر كل عسير”.

فضل الدعاء بـ “اللهم يسر كل عسير”:

– إن الدعاء بـ “اللهم يسر كل عسير” من الأدعية المستحبة، والتي حث عليها النبي صلى الله عليه وسلم، فقد روى ابن ماجه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “اللهم يسر كل عسير”.

– إن الدعاء بـ “اللهم يسر كل عسير” سبب لتيسير الأمور، ورفع الحرج والمشقة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فاعبدوا الله وأكثروا من الدعاء”.

– إن الدعاء بـ “اللهم يسر كل عسير” سبب لدفع البلاء والضرر، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من قال حين يصبح وحين يمسي: اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي ومن تحتي، اللهم إني أعوذ بك أن أغتال أو أُغتال، أو أزل أو أُزل، أو أظلم أو أُظلم، أو أجهل أو يُجهل علي”.

أوقات الدعاء بـ “اللهم يسر كل عسير”:

– يمكن للمؤمن أن يدعو بهذا الدعاء في أي وقت وفي أي مكان، ولكن هناك أوقات يكون فيها الدعاء مستجابًا أكثر من غيرها، منها:

1. عند السحر: فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من دعا بدعاء السحر استجيب له”.

2. بعد الصلوات المكتوبة: فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يرد الدعاء بعد المكتوبة”.

3. عند النزول للمطر: فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “اغتنموا الدعاء عند نزول المطر، فإنها ساعة رحمة”.

4. عند السفر: فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ثلاث دعوات لا ترد: دعوة الوالد، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر”.

آداب الدعاء بـ “اللهم يسر كل عسير”:

– أن يكون الدعاء بقلب حاضر ونيّة صادقة.

– أن يكون الدعاء خالصًا لله تعالى، لا يُشرك معه أحدًا.

– أن يكون الدعاء موافقًا للشريعة الإسلامية، ولا يتضمن أي شيء محرّم.

– أن يكون الدعاء مؤدّبًا لله تعالى، لا يتضمن أي شيء من اللعن أو السب أو الشتم.

– أن يكون الدعاء بصوت مسموع، ولا يُسرّ به إلا إذا كان ذلك أفضل.

– أن يكون الدعاء مكرّرًا، كلما تكرّر الدعاء كلما كان أقرب للإجابة.

أمثلة على تيسير الله تعالى للأمور:

– نوح عليه السلام: عندما أمره الله تعالى بصنع السفينة، وهيأ له الأسباب لذلك، فعينه على جزع شجرة، وأرسل عليه الريح تحمل الأشجار من كل فج عميق.

– إبراهيم عليه السلام: عندما ألقي في النار، فجعلها الله تعالى بردًا وسلامًا عليه.

– يوسف عليه السلام: عندما ألقي في البئر، ثم بيع إلى مصر، ثم سُجن فيها، ثم عُيّن وزيرًا لمصر، فكل هذه الأمور كانت من تيسير الله تعالى له.

– موسى عليه السلام: عندما أرسله الله تعالى إلى فرعون، فآتاه آياته البينات، وأيده بقومه، وأهلك فرعون وجنوده.

الخاتمة:

إن الدعاء بـ “اللهم يسر كل عسير” من الأدعية المستحبة، والتي حث عليها النبي صلى الله عليه وسلم، ولها فضل كبير، وهي سبب لتيسير الأمور، ورفع الحرج والمشقة، ودفع البلاء والضرر، ويستحب الدعاء بها في جميع الأوقات، ولا سيما أوقات الاستجابة، وبالإخلاص والصدق والخشوع، نسأل الله تعالى أن ييسر لنا كل عسير، وأن يجعل أمورنا سهلة هينة، وأن يوفقنا لما فيه خيرنا في الدنيا والآخرة، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *