ايات عن الرضا

مقدمة

الرضا هو حالة من القبول والتسليم والرضا بما قسمه الله تعالى للإنسان، وهو من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها المسلم، إذ يمنحه السكينة والطمأنينة والراحة النفسية، ويساعده على تجاوز المصاعب والشدائد التي تواجهه في حياته. وقد حثنا الله تعالى في كتابه الكريم على الرضا بالقضاء والقدر، ووعدنا بالثواب العظيم لمن يصبر ويرضى.

1. الرضا بالقضاء والقدر

أمرنا الله تعالى في كتابه الكريم بالرضا بالقضاء والقدر، فقال سبحانه: “وَرَضُوا عَنِ اللَّهِ رَبًّا وَعَنِ الرَّسُولِ هُدًى وَعَنِ الْمُؤْمِنِينَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّخَذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ فَسَيَكْفِيهِمُ اللَّهُ وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ” (المائدة: 56).

ومعنى الرضا بالقضاء والقدر هو التسليم لما قضاه الله تعالى، وعدم الاعتراض عليه، واليقين بأن الله تعالى حكيم في أفعاله، وأنه لا يريد لعباده إلا الخير.

2. ثواب الرضا بالقضاء والقدر

وعد الله تعالى عباده الذين يرضون بقضائه وقدره بثواب عظيم، فقال سبحانه: “إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ” (الأحقاف: 13).

ومعنى هذه الآية الكريمة أن الذين يثبتون على إيمانهم بالله تعالى، ويسلمون لقضائه وقدره، لا خوف عليهم من عذاب الله تعالى، ولا هم يحزنون على ما فاتهم من متاع الدنيا.

3. الرضا بالفقر والمرض

من أعظم مظاهر الرضا بالقضاء والقدر هو الرضا بالفقر والمرض، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ليس الغنى عن كثرة العرض، ولكن الغنى غنى النفس”.

ومعنى هذا الحديث الشريف أن الغنى الحقيقي ليس في كثرة المال والمتاع، ولكن في رضا النفس بما قسمه الله تعالى لها.

4. الرضا بالموت

من أعظم مظاهر الرضا بالقضاء والقدر هو الرضا بالموت، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الموت حق على كل حي”.

ومعنى هذا الحديث الشريف أن الموت أمر لا مفر منه، وأن كل نفس ذائقة الموت، ولذلك يجب على المسلم أن يكون مستعدًا للموت، وأن يتقبله برضا وسلام.

5. الرضا بالظلم

من أعظم مظاهر الرضا بالقضاء والقدر هو الرضا بالظلم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من ظلمه رجل فأراد أن ينتصر منه فليصبر، فإن الله ينتقم له”.

ومعنى هذا الحديث الشريف أن المسلم إذا ظلمه أحد فلا ينتقم لنفسه، بل يصبر على الظلم، ويترك أمره لله تعالى، فإن الله تعالى سينتقم له من الظالم.

6. الرضا بالابتلاءات

من أعظم مظاهر الرضا بالقضاء والقدر هو الرضا بالابتلاءات، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم، فمن صبر فله الصبر، ومن جزع فله الجزع”.

ومعنى هذا الحديث الشريف أن الله تعالى إذا أحب قومًا ابتلاهم بالمصاعب والشدائد، فمن صبر على الابتلاء وكان راضيًا به فله الثواب العظيم، ومن جزع وتسخط فله الجزاء السيئ.

7. الرضا بالقدر خصلة الأنبياء

الرضا بالقدر خصلة من خصال الأنبياء والمرسلين، فقد قال الله تعالى عن نبيه إبراهيم عليه السلام: “وَإِذِ ابتلى إبراهيم ربِّه بكلماتٍ فأتمهن قال إنِّي جاعلك للناس إمامًا قال ومن ذريَّتي قال لا ينال عهدي الظالمينَ” (البقرة: 124).

ومعنى هذه الآية الكريمة أن الله تعالى ابتلى نبيه إبراهيم عليه السلام بمجموعة من الابتلاءات الصعبة، فكان صابرًا راضيًا بها، فجعله الله تعالى إمامًا للناس.

خاتمة

الرضا بالقضاء والقدر من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها المسلم، إذ يمنحه السكينة والطمأنينة والراحة النفسية، ويساعده على تجاوز المصاعب والشدائد التي تواجهه في حياته. وقد حثنا الله تعالى في كتابه الكريم على الرضا بالقضاء والقدر، ووعدنا بالثواب العظيم لمن يصبر ويرضى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *