ايات عن الكبر

ايات عن الكبر

المقدمة:

الكِبر هو شعور الفرد بتفوقه على الآخرين، واعتقاده بأنّه أفضل منهم، وأنّه يستحقّ مكانةً أعلى منهم، كما أنّه يُعَدّ من الأمراض القلبية الخطيرة التي تُفسد العلاقة بين الخالق والمخلوق، وبين المخلوق والمخلوق، وهو أحد الصفات الذميمة التي حذّر منها الإسلام، وحثّ على التخلّص منها، لما لها من آثار سيئة على الفرد والمجتمع، فهي تُبعد المرء عن رحمة الله تعالى، وتُبعده عن محبّة الناس له، لذلك يجب على المسلم أن يُحارب هذه الصفة، وأن يتخلّص منها، حتى ينال رضى الله تعالى، ومحبّة الناس له.

أولاً: الكبر في القرآن الكريم:

1. قول الله تعالى: (وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) [لقمان: 18]، قال ابن كثير رحمه الله: “أي لا تُعظِّمْ نفسك، ولا تُكبر وجهك على الناس، ولا تتكبر عليهم، ولا تتبختر عند المشي، أي لا تفرح وتسرُّ لكرامتك على الناس، فإن الله لا يحبُّ المتكبرين الذين يَستكبرون على عباده”.

2. قول الله تعالى: (الَّذِينَ يَتَطَوَّعُونَ مِنْكُمْ أَوْ يُكْرَهُونَ وَيَتَوَاصَوْنَ بِالصَّبْرِ لَهُمُ الْمَغْفِرَةُ وَالْأَجْرُ الْعَظِيمُ) [آل عمران: 159] قال ابن كثير رحمه الله: “أي أنّه يجب الإحسان إلى الناس، والصبر على آذيتهم، والتواضع لهم، وعدم الكبر عليهم، فإن هذا من صفات المتقين”.

3. قول الله تعالى: (وَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا) [الإسراء: 23] قال ابن كثير رحمه الله: “أي لا تُؤذِ والديك بكلمة سيئة، ولا تُبدِ لهما غضبك، ولا تكبر عليهما، بل عاملهما بالحسنى، وقُل لهما قولًا طيبًا”.

ثانيًا: الكبر في السنة النبوية:

1. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا يَدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كِبَر”.

2. عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الكِبر بطر الحق وغمط الناس”.

3. عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إن الله تعالى أوحى إليّ أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد، ولا يفخر أحد على أحد”.

ثالثًا: الكبر في كلام العلماء:

1. قال الإمام الغزالي رحمه الله: “الكِبْرُ: هو اعتقاد فضل النفس على غيرها”.

2. قال ابن القيم رحمه الله: “الكِبْرُ: هو إعجاب المرء بنفسه، وتطاوله على غيره”.

3. قال ابن رجب رحمه الله: “الكِبْرُ: هو اعتقاد المرء أنّه أفضل من غيره، وأنّه أعلى منه منزلةً وقدرًا”.

رابعًا: أسباب الكبر:

1. الجهل: يَجهل بعض الناس أنفسهم، ويجهلون قدرهم، ويظنون أنهم أفضل من غيرهم، وأنهم أعلى منهم منزلةً وقدرًا، وهذا الجهل هو أحد أهم أسباب الكِبْر.

2. حبّ الدنيا: حبّ الدنيا والحرص عليها، والفرح بها، والسرور بها، هو أحد أهم أسباب الكِبْر، لأنّ حبّ الدنيا يجعل المرء ينسى قدره، وينسى الآخرة، وينسى أنّ هذه الدنيا دار ابتلاء واختبار.

3. كثرة المال والجاه: كثرة المال والجاه، وارتفاع المكانة الاجتماعية، كل ذلك قد يجعل المرء يعتقد أنّه أفضل من غيره، وأنه أعلى منهم منزلةً وقدرًا، وهذا الاعتقاد هو أحد أهم أسباب الكِبْر.

خامسًا: مظاهر الكبر:

1. ازدراء الناس: الكِبر يجعل المرء يحتقر الناس ويستخف بهم، ويظن أنهم أقل منه قدرًا ومنزلةً.

2. التعالي على الناس: الكِبر يجعل المرء يتعالى على الناس، ولا يُعطيهم حقهم، ولا يحترمهم، ولا يقدرهم.

3. حب الظهور والمباهاة: الكِبر يجعل المرء يحب الظهور والمباهاة، ويُحب أن يمدحه الناس، ويُحب أن يُظهروا له التقدير والاحترام.

سادسًا: آثار الكبر على الفرد والمجتمع:

1. آثار الكِبر على الفرد:

– يُبعد الكِبر المرء عن رحمة الله تعالى.

– يُبعد الكِبر المرء عن محبّة الناس له.

– يجعل الكِبر المرء مكروهًا عند الناس.

2. آثار الكِبر على المجتمع:

– يُفقد الكِبر روح التعاون والتكافل بين أفراد المجتمع.

– يُؤدي الكِبر إلى انتشار الحقد والحسد بين أفراد المجتمع.

– يُؤدي الكِبر إلى تفكك المجتمع وتشرذمه.

سابعًا: علاج الكبر:

1. العلم والمعرفة: العلم والمعرفة يجعلان المرء يعرف قدر نفسه، ويعرف منزلتَه بين الناس، وهذا يُساعد على التخلص من الكِبْر.

2. ذكر الآخرة: ذكر الآخرة يُساعد على التخلص من الكِبر، لأنّ المرء عندما يتذكر الآخرة يتذكر أنّه سيموت، وأنّه سيقف بين يدي الله تعالى، وأنّه سيُسأل عن أعماله.

3. التواضع: التواضع يُساعد على التخلص من الكِبْر، لأنّ التواضع يجعل المرء يعرف قدره، ويعرف منزلتَه بين الناس.

الخاتمة:

الكِبر من الصفات الذميمة التي حذّر منها الإسلام، وحثّ على التخلّص منها، لما لها من آثار سيئة على الفرد والمجتمع، فهي تُبعد المرء عن رحمة الله تعالى، وتُبعده عن محبّة الناس له، وتُفقده روح التعاون والتكافل، وتُؤدي إلى انتشار الحقد والحسد، وتُؤدي إلى تفكك المجتمع وتشرذمه، لذلك يجب على المسلم أن يُحارب هذه الصفة، وأن يتخلّص منها، حتى ينال رضى الله تعالى، ومحبّة الناس له.

أضف تعليق